من الأورفلية الى معسكر الرشيد.. أنحاء الكرادة الشرقية وتوابعها

من الأورفلية الى معسكر الرشيد.. أنحاء الكرادة الشرقية وتوابعها

الأصل الجغرافي للبتاويين يتكون من ثماني مناطق، حيث توجد سبع مناطق داخل الكرادة بين الباب الشرقي وشارع هويدي الأصلي. كانت هذه المناطق في الأصل بساتين ومزارع، وبعد الاحتلال الإنجليزي، اشترى يهودي عراقي أغلبها، محفِّزًا بعض اليهود في الاعظمية لشراء أراضيهم لبناء منازلهم عليها. بفضل تكتلهم في هذه المناطق، أقاموا توراة في موقع بناء الجنسية العراقية الحالي، وما زال جناح صغير منها قائمًا حتى الآن. أما التسمية “البتاويين”، فتأتي من جمع بتاوي، وهو حائك البتيات، واستخدموا هذه البتيات ككساء غليظ من الصوف أو الوبر لأغراض متنوعة، ويعود أصلهم إلى بيت بتة، ويرجح البعض أن أصلهم يعود إلى سامراء.

مناطق البتاويين تضم عدة محلات وشوارع، بما في ذلك محلة هويدي التي تشمل أربعة شوارع تمتد من حدود البو جمعة باتجاه شارع العطاء. الأصل التسمية يعود إلى رجل يحمل اسم “هويدي” الذي كان يسكن هذه المنطقة، تليه شارع العطاء الذي يعتقد أنه من أصل بغدادي من الدهانة. يتبعه شارع النقيب، وثم شارع أسود، الذي يعود اسمه إلى عائلة أسود من الخزاعل القادمة من الديوانية. عائلتهم هاجرت إلى بغداد واشترت الأملاك والبساتين، مما جعل الشارع يحمل اسمهم.

بالنسبة لـ “العلوية”، فهي امرأة تنتمي إلى عائلة آل البغدادي، وكانت تدير الوقف المعروف باسم “العلوية”. قامت عائلتها برفع دعوى ضد الأوقاف بعد فقدانهم للوقف، ولكنها لم تنجح. وقد أشارت تقارير إلى أنها قرية بناكل خططت لاستقبال طبقة من الموظفين البريطانيين بعد الهدنة.

بالنسبة لـ “السعدون”، فتمتد المنطقة إلى الشرق من منطقة العلوية، وتسمى بهذا الاسم نسبة إلى المرحوم عبد المحسن السعدون. تم بناء متنزه في المنطقة يسمى “بارك السعدون” عام 1933.

أما “بستان كبة”، فيرتبط اسمه بعائلة آل كبة، وهي من البيوت العربية المعروفة في بغداد. تم تسمية المنطقة سابقًا على اسم الفندق أو سينما النصر.

“الرواف” يرتبط بعائلة الرواف، وكانت مهنتهم ريافة الملابس، وتقع المحلة بجوار فندق بغداد.

أخيرًا، “بستان مامو” يرتبط بأسرة آل مامو، وهي أسرة من الموصل استوطنت بغداد قديمًا، وتمتلك أملاكًا وبساتين، منها بستان الذي كان معروفًا باسمهم جوار الرواف، والذي تحول الآن إلى دور وقصور.

بستان الخس، الواقع جوار ساحة النصر الحالية، كانت تحيط به الحقول والبساتين التي زرع فيها الخس، وبسبب هذا الزراعة أطلق عليه هذا الاسم. في العهد العثماني المتأخر، كانت هذه المنطقة تُستخدم كمتنزه في أيام العطل كالجمع والسبت، وكانت أراضيها وقفًا ذرياً لعائلة الكيلاني. تمت تصفية هذا الوقف في وقت لاحق بعد عام 1956، حيث تم بيع ممتلكاتها وأراضيها في مزاد علني في المحكمة. وتذكر معلومات من الأستاذ عبد الكريم العلاف وجود مخفر درك (جندرمة) في المنطقة أثناء حكم الوالي جاويد باشا في الفترة 1914-1915.

“الأورفه لية” تمتد حاليًا في منطقة سينما السندباد وما جاورها، ويعود أصل التسمية إلى عائلة الأورفه لية التي كانت تمتلك البساتين في تلك المنطقة. العائلة من أصل رهاوي من مدينة الرهى المعروفة اليوم باسم أورفة، وكانت لهم تأثير طويل في بغداد. وقد كانت تمتلك مجلسًا حافلاً على نهر دجلة في الباب الشرقي، حيث كان يرتاده طبقات متنوعة من الناس. كما أقيمت في محلة الأورفه لية مسجد جامع بنت الحاجة نجية خاتون بنت عبد الرحمن جلبي الأورفه لية، وتم تخصيص أوقاف لها تدر عليها غلة وافرة.

“حسام الدين” تُسمى بهذا الاسم نسبة إلى حسام الدين جمعة، الوزير السابق وأمين العاصمة في الفترة من 11 نوفمبر 1944 إلى 31 مايو 1946. تقع المنطقة بالقرب من ساحة الفتح وما جاورها، وتشمل مزرعة حمدي الباجة جي. كانت هذه الأراضي حكومية وتم منحها باللزمة، وصدر قرار في تلك الفترة بتمليكها لملتزميها. وعلى هذا الأساس، سُميت المنطقة باسم الملتزم الكبير حمدي الباجة جي.

منطقة سارة خاتون تمتد من متنزه الوحدة إلى باب معسكر الرشيد، ومن مخبز بغداد إلى المعهد الصناعي العالي. تعود تسميتها إلى سارة اسكندر، الملقبة بالزنكينة الأرمينية الأصل. يُعتقد أن الولاة العثمانيين قدموا هذه المنطقة كهدية للأرمن الذين كانوا يرافقونهم، وكانت من بينهم سارة خاتون. سُجلت المنطقة باسمها في الطابو.

الهنيدي:

تشمل منطقة معسكر الرشيد أراضي كانت ملكًا لبيت ورتان وسارة اسكندر وبيت الكيارة، بالإضافة إلى قسم آخر كان وقفًا خيريًا. خلال الاحتلال البريطاني والهندي لبغداد في عام 1917، شيدوا معسكرًا في أرض الوقف، ثم انتقلوا إلى هذه المنطقة وأطلقوا عليها اسم “معسكر الهنيدي”. وقد استخدمت المنطقة كمحطة للطيران وسكن للبريطانيين حتى انتقال الجيش العراقي إليها في عام 1937، حيث تم تغيير اسمها إلى معسكر الرشيد.

كمب الأرمن:

تعني تسمية “كمب الأرمن” مخيمًا أو معسكرًا، وتمتد المنطقة من طريق بغداد الجديدة غربًا إلى شركة استخراج الزيوت النباتية شرقًا، ومن سدة معسكر الرشيد إلى الشارع الممتد من ساحة عقبة بن نافع حتى نهاية الشارع المتجه إلى كراج المصلحة رقم 3.

سعيدة:

قرية تقع على نهر دجلة بجوار معمل السمنت، وتعود تسميتها إلى امرأة تحمل هذا الاسم كانت تملك حانوتًا. كان هناك جسر في العهد العثماني الأخير يربط بين قرية سعيدة وقرية كرارة. وهناك تفاوت في الآراء حول موقع كرارة، حيث يعتبرها البعض مركزًا لقرية كلواذا التاريخية.

الزعفرانية:

قرية قديمة تعود إلى العصر العباسي، ونسبت إليها عدة شخصيات أدبية ودينية. تقع على نهر دجلة تحت كلواذا وكانت معروفة باسم الزعفراني. في الوقت الحالي، أصبحت مزرعة حكومية مع مؤسسات زراعية متعددة ومجموعات سكنية حديثة.

بغداد الجديدة:

تعود تسمية “بغداد الجديدة” إلى شركة أُسست في عام 1944 بهدف إنشاء مدينة حديثة تقع في أطراف بغداد القديمة. تقع المنطقة بالقرب من تل محمد وتحتوي على مجموعة من المدن والأحياء الحديثة مثل مدينة الغدير والنعيرية وكيارة وزيرية غزالية، ومدينة الأمين.

اترك تعليقك


لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *