وحيدة خليل – مطربة من الزمن الجميل

وحيدة خليل – مطربة من الزمن الجميل

بدراستنا لتاريخ الأغنية العراقية الناجحة، نتفق أنها عمومًا تتسم بطابع ريفي، حيث تجسد جميع جوانب الحياة في الريف العراقي من خلال كلماتها ولحنها وأدائها. تبرز الأغاني الريفية كمحرِّك رئيسي لتطور الذوق العاطفي في الفن العراقي، حيث ارتقت بالموسيقى العراقية إلى مستويات عالية من النجاح على مر العقود. تتميز هذه الأغاني بقربها الفريد إلى قلب وعقل المستمع العراقي، من خلال روعة كلماتها، وصدق مشاعرها، وجاذبية لحنها، وقوة أدائها.

هكذا أصبحت هذه الأغنية المسلك الموثوق الذي يختاره المطربون لاستقطاب اهتمام المستمع العراقي. باستثناء المقام العراقي الذي يمثل فئة خاصة بأسلوبها وجمهورها، برزت في خمسينيات القرن الماضي أصوات نسائية ريفية، حيث أضفن جوهر الأغنية الريفية الأصيلة في أدائهن، ونقلن تلك السمات والمميزات التي تميزت بها الأغنية الريفية في المحتوى واللحن والأداء. رُسِخَت تلك الأصوات، منها لميعة توفيق، زهور حسين، ووحيدة خليل، في بغداد، حيث انتقلن إلى مسارح وملاهي العاصمة واستقطبن جمهورهن في ذلك الزمن.

بعد دعوة الفنان الكبير ناظم نعيم، الذي كان يمارس فنه على مسارح دار الإذاعة العراقية، خضعت الفنانة الراحلة وحيدة خليل لاختبار أداء أمام الموسيقار منير بشير. نجحت بتقديم عدة أغانٍ معروفة، مما أهلها لتكون مطربةً في البث الإذاعي. غنّت أولى أغانيها من ألحان الفنان ناظم نعيم، ومن ثم ازدهرت مسيرتها الفنية. اشتهرت بأعمال متنوعة بالتعاون مع ملحنين مثل عباس جميل ومحمد نوشي، وقد تنوعت أعمالها بين الأغاني الريفية والشعبية. أبرز أعمالها تشمل “لا هو جرح ويطيب”، “حرت والله بزماني”، و”جان الحلو بعيني”. في أواخر أيامها، اعتزلت الغناء قبل رحيلها في يوليو عام 1991.

اترك تعليقك


لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *