قصر رشيد عالي الكيلاني
يعد احد القصور التراثية المميزة لمدينة بغداد ويقع في منطقة الاعظمية حي راغبة خاتون مقاطعة 22 عقار 63 والعنوان الحديث حسب التقسيم الاداري لمدينة بغداد فانه يقع ضمن منطقة الاعظمية حي الشماسية (محلة 318 شارع 32 رقم 31 ) وعلى شارع سمي حديثا بشارع الكيلاني كان يطلق عليه اسم شارع الصليخ القديم والذي يمتد من نهاية شارع عمر بن عبد العزيز حتى ساحة احد.
القصر مربع الشكل وتبلغ مساحته مع الحدائق التي تحيط به من اربع جهات (3675م2), يحده من الشمال شارع فرعي يصل بين شارع الكيلاني وشارع الاخطل والذي يفصله عن المناطق الخضراء استغلت حديثا كمشاتل لبيع المزروعات والزهور من قبل امانة بغداد ومن الشرق بستان للنخيل والحمضيات استغل حديثا كدور سكنية بعد ان باعت هذه الاراضي عائلة الكيلاني الى مالكين جدد ومن الجنوب كنيسة الشماسيين ومن الغرب شارع الكيلاني والذي يطل عليه المدخل الرئيس للقصر.
تحيط بالقصر من ثلاث جهات مناطق زراعية جميلة تطل على نهر دجلة كانت متنزها لسكان الاعظمية في الربيع والاعياد , مما دفع العديد من المترفين ماديا من سكان مدينة بغداد الى بناء الدور الحديثة لتكون دور ترفيهية مطله على نهر دجلة بعيدا عن ازدحام مدينة بغداد وضوضاء العاصمة وبشكل خاص عند الانتعاش الاقتصادي للعراق في نهاية العقد السابع وبداية العقد الثامن من القرن العشرين .
يعود تاريخ بناء القصر الى عهود تأريخية مختلفة ومنها المرحلة الاولى المتمثلة ببناء الطابق الارضي في عام (1343ه/1925م) ,وبعد ان اصبحت الدار لا تسع لأفراد العائله اضيف الطابق الاول الذي شيد عام (1348ه/1930م) ,وثم اضيف الى المبنى قسم جديد في الطابق الارضي ( ملحق خدمي ) في عام (1353ه/1935 م) .
كان القصر مستغلا من قبل عائلة الكيلاني منذ بنائه وشهد العديد من النشاطات السياسية والاحداث والاجتماعات المهمة في تاريخ العراق الى عام (1359ه/1941 م) وبعد نفي الباشا رشيد عالي الكيلاني تم استغلال القصر من قبل السفارة البريطانية في العراق والى عام(1377ه/ 1958م) وبعد عودة الكيلاني الى العراق في اثناء الحكم الجمهوري للعراق اعيد الى الباشا رشيد عالي الكيلاني واستغل في الستينيات القصر كمدرسة من قبل ابنته السيده وداد رشيد عالي الكيلاني تخليدا لذكراه, وفي عام (1401ه/1981م) تم استملاك القصر من قبل المؤسسة العامة للاثار على شرط ان يستغل كمتحف لثورة مايس (1941م) تخليدا لذكرى الباشا رشيد عالي الكيلاني.
قصر الزهور الملكي
يقع قصر الزهور في الجزء الغربي من مدينة بغداد في منطقة الحارثية , واليوم موقعه موقف للسيارات في قصر السلام الذي بني في تسعينيات القرن الماضي.
بني القصر في مزرعة الحارثية التي كانت الدولة العراقية قد اشترتها لبناء قصر للعائلة المالكة بوشر ببناء القصر في العام (1350ه/ 1932م) , ووضع تصاميم القصر المهندس الانكليزي “جميس مولسون ولسون“ الذي كان وقتها يشغل منصب “معمار الحكومة “.
استمر العمل في القصر لغاية العام (1352ه/1934م) , وقد صرف على انشائه في حينها ما يقرب من (150 الف دينار) , لكن المنية ادركت الملك فيصل الاول (1921-1933م) قبل ان يكتمل بناء القصر, فانتقل إليه الملك غازي (1933/ 1939م) مع زوجته الملكة عالية بنت عمه , ولم تنتقل الملكة حزيمة أم الملك غازي مع أخواته إلى قصر الزهور, وبقوا في قصر الحريم الملكي وبعد وفاة الملك غازي في حادث اصطدام سيارته بعمود كهرباء على الطريق بين قصر الزهور والحارثية في نيسان 1939م , بقيت الملكة عالية تسكن القصر مع ابنها الصغير الملك فيصل الثاني, وأختها الأميرة عابدية التي كانت متعلقة بالملك الصغير, وأصبحت كأم ومربية له بعد وفاة الملكة عالية في نهاية العام (1369ه/1950م), وبعد وفاة أمه تحول الملك الشاب مع خالته الأميرة عابدية إلى قصر الرحاب , وأصبح منذ ذلك الوقت قصر الزهور مصدر شؤوم للعائلة المالكة, خصوصا من جانب الأمير عبد الإله, بسبب وفاة الملك غازي والملكة عالية فيه, ثم استغل بعد ذلك كقصر لاستقبال ضيوف الدولة العراقية ومن هنا جاءت تسميته الرسمية ايضاً بقصر (الضيوف العظماء) , ولم يتعرض قصر الزهور إلى القصف أثناء هجوم الجيش على قصر الرحاب صبيحة 14 تموز م1958, واستمر باستضافة المناسبات الرسمية, وشغلته وزارة الثقافة والإعلام لفترة في السبعينات , وفي نهاية العام (1411ه/1991م) , استعمل القصر من قبل دائرة السينما والمسرح, ليكون موقعا لتصوير الفيلم السينمائي العراقي (الملك غازي) , وبقي قصر الزهور موجوداً لغاية مطلع نيسان2003مأذ تم قصفه بشكل كامل من قبل الطائرات الأميركية.
وبسبب التعقيد في شكل القصر الخارجي من خلال استخدام الابراج المختلفة والتي تؤلف العناصر الاساسية في واجهة القصر بالاضافة الى اشكال النوافذ المتعددة والشرفات المحيطة بالقصر جعلت من ينظر الى القصر يدهش , ويمكن القول بان القصر يشبه احدى الفيلات الانكليزية التي كانت تشيد من قبل النبلاء في ظواحي الارياف البريطانية.
قصر الحريم
يقع قصر الحريم في الجزء الشرقي من مدينة بغداد يحده من الغرب المدرسة الشرابية (القصر العباسي) ويحده من الجنوب بيت الحكمة , وهو اليوم جزء من بيت الحكمة وابتلعت اجزاء كبيرة من القصر بسبب الصيانات الخاطئة , وقد كان في السابق مدرسة الصنائع التي شيدها الوالي العثماني علي باشا وكانت تتألف من طابقين ذات اواوين وغرف كبيرة يسكنها طلاب العلم واختار لها موقع دار القران من قصر ام حبيب. احترقت هذه المدرسة عام (1335ه/1917م) في ليلة احتلال مدينة بغداد من قبل الانكليز,غير انهم اعادوا اعمارها وغيروا في ابنيتها واستعملوها معملا للسيارات.
وعندما نزل الملك فيصل في مدينة بغداد سنة (1339ه/1921م) في ثكنة عسكرية (القشلة ) على نهر دجلة في جانب الرصافة , وكان يستقبل الضيوف ويصرف شؤون المملكة وينام ويأكل بها , وبقي الملك على هذا الحال الى عام(1342 ه/ 1924م) في هذا العام قدمت الملكة الوالدة من مدينة مكه مع الاميرات فأعدت لهن الحكومة جزءاً من مدرسة الصنائع على النهر في جانب الرصافة بعد ان رممتها فنزلن فيها , واستعمل باقي المدرسة كبلاط ملكي.
وعندما غرقت بغداد عام(1344ه/1926م) غرق القصر والبلاط الملكي معه ,فقامت الحكومة بتأجير قصر على نهر دجلة في الاعظمية يسمى قصر شعشوع ليسكنه الملك وعائلته.
ثم قررت الحكومة على اثر حادث الغرق صرف نحو 150 الف روبية على تعمير وصيانة وتاثيث المبنى واعادته قصر يليق لسكن الملك فيصل الاول , وقد قامت بالصيانة دائرة الاشغال واستطاعت ان تجعل من مدرسة الصنائع قصراً فخماً , وسكن الملك الجناح الجنوبي منه من الطابق الاول بغرفة مطلة على مبنى النادي العسكري,وسكنت العائلة المالكة الجناج الشمالي من الطابق الاول واستعمل الطابق الارضي قاعات استقبال وطعام وحجرات عديدة شغلها المرافقون والحاشية الملكية. وظل الملك فيصل الاول يسكن القصر حتى وفاته في عام (1352ه/1933م) ولبث فيه الملك غازي شهور عديدة من عام (1353ه/1934م) ينتظر انجاز قصر الزهور.
استعملت البناية لعدة استعمالات منها في عام (1357ه/1938م) مجلس النواب في العهد الملكي ومن ثم في الحكم الجمهوري مجلسا للنواب أيضاً الى عام(1386ه/1967م) اصبحت متحفاً عسكرياً حتى عام (1392ه/1972م) عندما بدأت تظهر عليها الاضرار وتركت على هذا الحال الى ان تم صيانتها من قبل المؤسسة العامة الاثار والتراث عام(1400ه/ 1980م) لتكون قصر الثقافة والفنون , واخيراً تم صيانة المبنى في عام(1424ه/ 2004م) ولجهل القائمين بالصيانة تم اقتطاع جزءاً بسيط من البناية ويمثل قصر الحريم الذي كان يشغل كل بناية بيت الحكمة اليوم.