عمل شربت النامليت في الكرخ
في اربعينات القرن الماضي دخلت العراق الكثير من المشروبات الغازية لكنها كانت ليست في متناول الجميع كون القوة الشرائيه للعوائل كانت ضعيفة وبعد فتره تم ابتكار مشروب مصنوع محليا اسمه نامليت وكان سعره في متناول الجميع وكانت القنينة بفلسين ويستطيع المشتري اي يشتري نصف قنينة بفلس واحد.
وكان اول من فكر بهذا المشروع هو الحاج سعدالله حمد محمود الخياط وهو من مواليد ١٨٨٩ ومن سكنة محلة سوق حماده تلك المحلة الاصيلة ذات التاريخ الجميل وهو من عائلة معروفة وكريمة في هذه المنطقة وكان قد التقى ببعض من له باع في هذا المجال خاصة اشخاص قدموا من البصرة حيث كانت تلك المحافظة قد سبقت الجميع في انتاج النامليت في معمل ادوارد رفي وكان يصدر منه الى الكويت وقام الحاج سعدالله بانشاء اول معمل لانتاج مشروب النامليت وهو مشروب مكون من ماء وسكر وغاز وبعض الالوان بعدة نكهات منها بالون الاصفر نكهة الليمون ونكهة البرتقال والزبري والذي بدون لون يسمى الصوده وكان المعمل بالقرب من مطعم باجة ابن طوبان الشهيره بالكرخ
كانت المعدات قد توفرت ووضعت في المعمل وكان اغلب عمال المعمل من ابناء محلة سوق حماده والمناطق المحيطة بها فبدأ الانتاج في خمسينات القرن الماضي حقق الانتاج نجاحا واسعا وشهد اؤضا اقبالا شديدا من قبل الناس فاصبح له صيت ليس في الكرخ فقط وانما في باقي مناطق بغداد كان اسم المعمل معمل سيفون العراق كان الحاج سعدالله رجلا كريما سخيا يساعد الفقير والمحتاج تزوج ورزق باربعة اولاد هم حقي وصادق طارق وعبد الرواق وكان ابناء المحله لديهم لعبه بهذا المشروب فيفتحون القنينه ويرجوها ويرفع اصبعه فيجد اين يصل مافي القنينه اي مداه فهو الفائز وبعد تطور الاستيراد للمشروبات الغازيه مثل الكراش والشابي والتراوبي والسينالكو بدأ عمل النامليت يضمحل ويقل لاتجاه الناس الى شراء المشروبات الجديده وفي عام ١٩٧٠ توفي الحاج سعدالله ودفن في مقبرة الشيخ معروف الكرخي.
الحاج ذيبان المولى…. بائع القرطاسية والمجلات العربية ومجلد الكتب الدراسية
الحاج ذيبان المولى من اهل الكرخ الكرام احد ابرز من عمل في بيع القرطاسية وقصص ومجلات الاطفال وتجليد الكتب حيث يقع محله مقابل مقهى السوامرة قرب اعدادية الكرخ، والحاج ذيبان اصبح في الكرخ من الشخصيات المشهورة ومن اعلام هذه المنطقه العتيدة خاصة وان اغلب طلاب المدارس يشترون منه لوازم الدراسه ويتوافدون عليه من باقي محلات الكرخ كالفلاحات والفحامة والمشاهدة وسوق حمادة والرحمانية والشيخ علي وكان اباؤنا لايعجبهم اي تجليد او قرطاسية الا من الحاج ذيبان ذلك الانسان الطيب الخلوق الذي قدم الكثير من المساعدات لطلاب الكرخ وكان محله يحتوي على كافة لوازم وقرطاسية الطلاب ومن اجود الانواع وكان تجليد الكتب المدرسية لديه هو الافضل للحفاظ عليها من التلف ويعتبر الحاج ذيبان من اوائل الذين عملوا في هذه المهنة واتقنها كان انسانا طيبا محترما سهل التعامل امينا على طلاب المنطقه في ثمانينات القرن الماضي ترك محله بعد عمليه تطوير مناطق الكرخ ولم نعرف عنه اي شيء ولازلنا نتذكر تلك الشخصيات التي كانت لها دور في بعض مفاصل الكرخ العزيزة واصبحت هذه الشخصية من تراث الكرخ الاصيل وكان الحاج ذيبان قد اسس عائلة طيبة يشار لها بالبنان واستمر في عمله حتى وفاته رحمه الله كان يساعد الفقير ويعطف على المسكين ويفرح كثيرا بنجاح ابناء منطقته في دراستهم فعمله هذا اضاف للكرخ نموذجا طيبا يقتدى به في التعامل والانسانية والاخلاص ويملك احد ابناء واسمه الاستاذ صاحب استوديو لانتاج الكاسيتات المختلفه من قراءة القرأن وانواع المقامات والاغاني بانواعها ويعتبر احد ابرز اصحاب الاستويوهات التي تمتلك نوادر الاصوات والكاسيتات وكان محله يقع مقابل مستشفى الولادة في الكرخ. رحم الله الحاج ذيبان المولى الشخصيه الكرخيه المثاليه واسكنه فسيح جناته.
حلويات الحاج فخري ابو الكعك
من تراث الكرخ وطيبة اهلها الكرام نستذكر اليوم احد الشخصيات البارزة في صناعة المعجنات في الكرخ انه الحاج فخري السامرائي ابو كريم والذي يلقب ابو الكعك والذي يقع المعرض الخاص به في محلة الشواكه والذي يعتبر ايضا شخصية اجتماعية بارزة وكان قد ولد في محلة الفلاحات قبل ان ينتقل للعيش في محلة الكريمات الفرع الذي بجانب السفارة البريطانية
في عام ١٩٦٧ قام الحاج فخري ابو الكعك بتسجيل معرضه للحلويات في اتحاد الصناعات وبرأس مال عشرة الاف دينار عراقي وكان اسم المعرض(افراح الكرخ) لانتاج المعجنات مثل الجرك والكعك ابو الدهن والكعك ابو السمسم والمكاويه التي كانت تعبأ في صواني صغيره وتباع الى الباعة المتجولين في محلات الكرخ وكذلك انواع قناني الشرابت التي كانت تتوفر لديه وكانت اخلاقه العالية وتعامله الحسن مع الناس هو الذي جعل الناس تتوافد عليه من كل محلات الكرخ لغرض الشراء منه وكانت رائحة الكعك تفوح منذ دخولك الشارع الذي يقع فيه معرضه وكان الحاج حنش والسيد يوسف ابو اكرم وشقيقه ابراهيم هم ابرز من ساعدوه في عمله في انتاج المعجنات حيث كانت تربطهم علاقة قوية جعلت منهم فريقا واحدا في العمل وكان اوج عمله في ايام الخميس والجمع والاعياد والمناسبات مثل الزكريا والمحيا ومحرم وكان الحاج فخري طيب القلب كريم النفس واليد يساعد ابناء منطقته من الفقراء والمحتاجين وعرف عنه الصدق ونظافة انتاجه وكان معرضه عبارة عن تحفة تراثية كرخية
محلة الذهب
عائلة الريزلي من العوائل التركية المعروفة والتي استوطنت بغداد بعد هجرتها من بلدتها المعروفة بالريزه في اواسط الاناضول وقد تقلدت هذه العائلة مناصب مهمة في عهد الدولة العثمانية وامتهنت اضافة الى مناصبها الحكومية التجارة والزراعة وكان لرجالها ولع كبير في انشاء البساتين وكان مقر سكنهم في محلة الحاج فتحي وسوق الصفافير في جانب الرصافة البعض منهم اتخذ من الكرخ سكنا له ويقال ان سبب تسميتها بمحلة الذهب يعود لكونها بيعت بالذهب حيث يتم تبديل قطعة الارض بعد تقويمها بالمصوغات الذهبيه ويتم استبدالها بها وهناك رأي اخر يقول انها عرفت بمحلة الذهب لكونها قريبة من محلات الكرخ القديمه وقربها من الجسر العتيق ايضا وهو جسر الشهداء حاليا لهذا فضلوها على الذهب فيقولون عنها ارض الذهب
وسبب انعزالها عن باقي محلات الكرخ انذاك انه اخذت تسكنها عوائل من خارج الكرخ ومن مشاهير هذه المحله شخص اسمه جوهر الشعار يقال انه كان يمتاز بالصدق ولايقبل شهادة الزور ولايقبل النميمة على اي انسان لكنه كان مسكينا بسبب تخنثه وكان يمارس مهنة الرقص ويحف وجوه النساء وكان اخر مرة شوهد فيها ايام حكم الزعيم عبد الكريم قاسم بعدها فقد ولم يعثر عليه ومن المفارقات ان كان هنالك مظاهرة جماهيرية قرب جسر الشهداء تهتف ضد حكومة نوري السعيد رحمه الله رئيس الوزراء انذاك يردد المتظاهرون دكتك يانوري جوهر الشعار ما سواها سمع جوهر هذا القول من المتظاهرين اخذ يركض هاربا معتقدا ان التظاهرة ضده واختفى عند باعة الزجاجتم هدم جزء كبير من هذه المحله عند تطوير شارع حيفا وانتشرت بعد ذلك في هذه المحلة معامل النجارة وباعة الخشب ومعامل الحدادة وباعة لوازم المهن وكانت في بداية المحلة من اتجاه تقاطع شارع حيفا اعدادية الكرخ المسائية وكذلك بعض الصيدليات مثل صيدلية حجي رشيد السامرائي والصيدليه الشرقية وعيادات الطبيب توما كافي الموت والدكتور صالح امطير والدكتور حربي دلي وبعض الكراجات الخاصة بتصليح ومبيت السيارات ومحل الحاج خلف ابو نعمه ابو الثلج