الجالغي البَغدادي، مصاحب لقرّاء المقام العراقي، يعتمد بشكل أساسي على الغناء التقليدي ويشمل فرقة موسيقية تضم الجوقة والمنشدين وآلات موسيقية متنوعة:

1- السنطور
2- الدنبك
3- الكمان
4- الدف
5- النقارة
6- الجوزة

تأسس الجالغي في ظل انتشار المقاهي في بغداد، مثل مقهى الشابندر وسبع وعلوان العيشة والمميز وعزاوي، حيث كان يُعتبر جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الموسيقية في البلاد.

وأخيرًا، يرتفع صوت قرّاء المقام العراقي وعشّاق الطرب والغناء من خلال الراديو والتلفزيون. يجددون الألحان بأداء فنانين مثل الجالغي، رشيد القندرجي، جميل البغدادي، نجم الشيخلي، أحمد الزيدان، عباس كبير الشيخلي، وغيرهم. يُشار إلى أن مطرب العراق الأول، الاستاذ محمد القبانجي، لم يشارك في أي مقهى مع قراء المقام أو بمفرده. وهذا ما أفادنا به صاحب هذه السطور، رحمه الله. نتذكر مشاركة العديد من الفنانين والمنشدين في الجالغي البغدادي مثل الحاج هاشم محمد الرجب، وحمودي الوردي، وشعوبي إبراهيم، وعبد الكريم العزاوي، وعبد الرزاق الشبلي، وقد شاهدناهم قبل سنوات على شاشات التلفزيون وفي مشاركاتهم المميزة.

أثناء أدائهم للغناء مع كورس الجالغي البغدادي، كان أعضاء الفرقة يتألقون بالملابس البغدادية التقليدية القديمة، مثل الدشداشة، والصاية، و(الزخمة) و(الزبون)، ويعتمرون الفينة (الطربوش) و(الجراوية)، حيث كانوا يندمجون بين الغناء والإنشاد الشجي والطروب بشكل مميز. يشير الشاعر والمؤرخ عبد الكريم العلاف إلى أهمية جالغي بغداد في تاريخ الطرب العراقي، حيث يتألف الجالغي من فرقتين تضم الكمان والسنطور والدف والدنبك. تعمل الفرقة الأولى ليلاً في مقهى مميز برأس الجسر القديم، بقيادة المرحوم أحمد زيدان وآخرين، بينما تعمل الثانية في مقهى آخر بالميدان بقيادة حسن الشكرجي وجميل البغدادي.

في الفترة التي كانوا يؤدون الغناء مع فرقة الجالغي البغدادي، كان أعضاء الفرقة الثانية يقدمون عروضهم في مقهى سبع بالميدان، حيث يقودهم المغني حسن الشكرجي والسيد جميل البغدادي بفنهم الرفيع. يرافقهم عازفون على الكمان والسنطور، وضاربون للطبل والدنبك، وأحيانا يشاركون بالقانون. يُذكر أن أغاني مثل “أفراكهك بجاني” و”بيك اشترك دلالي” كانت ترافق جوقة الجالغي البغدادي، وتُعبر عن الأحاسيس الشجية والطرب، حيث كانوا يستمتعون بأدائها مع الآلات الموسيقية، مثل الكمان والسنطور والدف والدنبك.