منطقة الميدان ملتقى الفنانين والرياضيين

منطقة الميدان ملتقى الفنانين والرياضيين

بالرغم من الاهمال الشديد الذي تشهده ساحة الميدان التي كانت مرأبا ضخما لباصات نقل الركاب التي تنطلق بنظام وترتيب الى جميع مناطق العاصمة بغداد وتعود بنسق ونظام ووقت محدد اعتاد المواطن ان يلتزم باوقات الانطلاق من ساحة الميدان الى الوجهة المقصود وحسب الارقام المثبتة في الاكشاك المنتشرة والتي يديرها موظفون في وزارة النقل ومثبته الارقام ايضا على باصات النقل وبنظام وترتيب يفرض على المواطن الالتزام باوقات الانطلاق المحددة ، وتضم ساحة الميدان ايضا  والمناطق المجاورة لها والتي تعرف بسوق هرج وسوق بيع الانتيكات والمقتنيات القديمة والملابس المستعملة ( اللنكات ) فان روادها لازالوا يمارسون مهنة البيع والشراء لمختلف السلع والمواد منها الصالحة وغير الصالحة القديمة والحديثة ، ومايلفت الانتباه ان ساحة الميدان المؤدية الى شارع الرشيد وشارع المتنبي تعمل على مدار الاسبوع وان في يوم الجمعة من كل اسبوع تكون حركة الرواد والزائرين مضاعفة ويلاحظ ان من بين رواد الميدان عدداً لاباس به من الفنانين العراقيين ومن مختلف الاختصاصات مثل المطرب والممثل والمصور والشاعر والكاتب والملحن ، اضافة الى انك تجد رواد الرياضة من الابطال العالميين بمختلف الاختصاصات في الرياضة وجميع هؤلاء يلتقون في محل كبير يقع في وسط ساحة الميدان سمي بملتقى رواد الفن والرياضة وهو مخصص لبيع الملابس المستعملة والجديدة يديره الرياضي محمد الشيخ الذي مازال صديقا حميما لكبار ولرواد الرياضيين والفنانين بل يتفقد ويتابع همومهم ومشاكلهم ويقوم الشيخ بايصال الحالات الخاصة الى الصحافة من خلال لقائه بعدد من الصحفيين العاملين في الصحف والتلفزيون وبذلك يشعر الشيخ بالراحة عندما يحقق الزيارة هو والفضائيات والصحافة الى رائد من رواد الرياضة اصيب بوعكة صحية او حالة استثنائية وبدوره يقول ( انني اشعر براحة عندما اتابع زملائي واصدقائي من رواد الرياضة وبعد ان حققوا ارقاما عالمية في الرياضة وحققوا انتصارت عالمية وعربية وحصدوا الجوائز والاوسمة باسم العراق واجدهم اليوم يعانون الامراض طريحي الفراش لامعيل لهم وهو اقل واجب اعمله تجاه هذه الفئة التي تحتاج الى رعاية الدولة والجهات المعنية وكذلك تحتاج الى متابعة الاصدقاء والمقربين من هؤلاء الرواد والزيارة وتفقد احوالهم تشعرهم بالراحة والاطمئنان ، كذلك هو الحال مع رواد الفن فتربطني معهم علاقات طيبة ومتينة واقوم بمتابعتهم وتوفير كافة مايحتاجونه  واقوم باستقبالهم جميعا في محلي المتواضع الذي اسميته ملتقى رواد الفن والرياضة وهو حقا تجده يعج بالفنانين والرياضيين وكذلك المواطنين الذين يلتقطون مع الابطال والنجوم صورا تذكارية ويدعوهم لولائم في المطعم او المنزل ونقوم بالتالي بجولة في شارع الرشيد ندشنها بمقهى الاسطورة ام كلثوم حيث الشاي العراقي الرائع والاغاني الاروع للسيدة ام كلثوم والصحبة الجميلة مع الرواد والاصدقاء والاحبة ) ويناشد الشيخ امانة بغداد ويقول ( هذا ليس مطلبي فقط بل مطلب كافة من يزور منطقة الميدان العريقة  التي تحتاج اليوم الى رعاية واهتمام وتنظيم وتاهيل من قبل الامانة التي مطالبة ان ترفع الكتل الكونكريتية من كراجها الكبير التي مهدت لتجمع النفايات والقاذورات وجعلها منطقة جميلة من خلال تنظيمها واضافة بعض العلامات والاشارت والسنادين للزرع الظلي والعادي وتعيين مراقبين يقومون بالاشراف على وقوف سيارة المواطنين الذين يرتادون المنطقة والمناطق المجاورة مقابل مبالغ رمزية لوقوف السيارت وبالتالي تدر ارباحا لامانة بغداد )

ومنطقة الميدان التي كانت ومازالت تعرف ومنذ مدة طويلة بسوق هرج شهدت ومنذ العام 2003  بعد سقوط النظام السابق اهمالا من الجهات المعنية الامر الذي تسبب بعزوف غالبية رواد السوق الذي كان يعج بالرواد الذين يرتادونها من مناطق بغداد والمحافظات اضافة الى الاجانب الذين كانوا يقصدون السوق لزيارة المحال والاكشاك المتخصصة ببيع الانتيكات القديمة  لشرائها ، اهمال الجهات المعنية والمسؤولة حول منطقة ساحة الميدان ومناطقه المجاوره الى بؤرة لتجمع النفايات والحيوانات السائبة الى جانب انعدام الخدمات الصحية والبلدية وعدم صلاحية البنايات والمحال المهجورة من ساكنيها والآيلة للسقوط في اية لحظة بالتالي اضطر غالبية رواد السوق والمنطقة الى مغادرته باستثناء الذين لايجدون مصدرا آخر لرزقهم خاصة وانهم نشأوا وترعرعوا ومنذ عشرات السنوات في المنطقة المذكورة وهم يناشدون اليوم الحكومة والجهات المعنية والمنظمات الانسانية والتي تهتم بالحفاظ على التراث بضرورة انقاذ سوق هرج والاسواق المتاخمة لساحة الميدان التي صارت مخازن للاسلاك الشائكة التي يستخدمها افراد دوريات الجيش العراقي والذين يقطنون وينتشرون في محيط وزارة الدفاع القديمة والملاصقة لمنطقة الميدان . (وخلال زيارتنا للساحة والسوق التقينا عددا من اصحاب المحال ورواد سوق هرج الذين اتفقوا على ان منطقة الميدان غدت من المناطق الموبوءة والمنكوبة والمنسية والمهملة من قبل الجميع ولاسيما ان كراجها الكبير تم اغلاقه بالكتل الكونكريتية بالرغم من انه يقابل بناية امانة بغداد .

 مخلفات الحرب

عند احد ارصفة السوق وفي الجهة المقابلة لساحة الميدان اتخذ المواطن عزام ابو قحطان  من الرصيف المقابل لمطعمه مكانا لجلوس زبائنه الذين يتناولون المشويات بانواعها يستذكر ابو قحطان ايام بد عمله ببيع المشويات بعربته الخشبية الصغيرة ويقول ( بمساعدة قريب لي ولحاجتي المادية  بزمن الحصار في التسعينات بدات اقدم ومن خلال عربة صغيرة المشويات للزبائن واحمد الله انني تمكنت من كسب زبائن لي يتناولون الفطور صباح كل يوم لاكسب الرزق الحلال ، وصارت سمعتي جيدة في المنطقة يوم كان السوق بالرغم من الاهمال عامرا بزبائنه ومحاله التي تتنوع باختصاصاتها اضافة الى انتشار المقاهي المعروفة والمطاعم وكان السوق يسير وفق نظام وقانون يضمن للجميع حقوقهم وواجباتهم ، وبدات مهنتي تتطور واستاجرت مخزنا صغيرا وحولته الى مطعم صغير هو الاخر بدأت اوسعه وتضاعفت اعداد زبائني لغاية العام 2003 عندما تعرض العراق للاحتلال ومررنا بمرحلة لايمكن نسيانها فتعرض السوق والمحال الى عمليات النهب والسرقة والحرق مثلما تعرضت الدوائر والاماكن المهمة في بغـــــــداد للدمار ) ويضيف ( بعد اشهر من الاحتلال بدانا نعود لمحالنا تدريجيا لنلملم ماخلفته عمليات التخريب  والحرب وبدات استقبل الزبائن وخاصة الذين يسكنون المنطقة من الكسبة والمعوقين والمتخلفين عقليا وبشكل محدود جدا لاقدم لهم وجبة الفطور لاحصل على قوت عائلتي بعدما تعطلت جميع المصالح ببغداد ولانني لم اسمح لنفسي بكسب المال الحرام خاصة انني شاهدت بام عيني عمليات سرقة واحتيال لمصارف ومحال كبيرة وتمسكت بمهنتي التي بفضلها اطعمت اهلي بالحلال الطيب لاوسع مهنتي التي ومثلما ترى اليوم ياتون الزبائن من كل صوب وجانب للتبضع او زيارة الميدان وشارع المتنبي وخاصة في يوم الجمعه والعطل الرسمية فيما استرزق بقية الايام من زبائني المعدودين ) وعن الاوضاع في منطقة الميدان يقول ( للاسف الشديد هذه المنطقة التي تعد من تراث بغداد القديمة الميدان التي عاصرت ملوك ورؤساء العراق ومايجاورها من مناطق تراثية كوزارة الدفاع والمكتبة الوطنية وقاعة الشعب وشارع الرشيد بما يحويه من محال ومقاه ومطاعم شكلت اسماء فخمة بتاريخ العراق نجد هذه المنطقة وبالتحديد ساحة الميدان التي كانت اكبر كراج لحافلات نقل بغداد نجدها اليوم هي والابنية الملاصقة لها صارت مكبا للنفايات مجمعا للحيوانات السائبة ومكانا لمبيت المتخلفين عقليا والسكارى واللصوص والقتلة من دون تدخل الجهات المعنية ناهيك عن عدم توفر الخدمات كالماء والكهرباء والمجاري وبالتالي تتعرض المنطقة الى ان تكون منكوبة بعدما تسقط ابنية لها تاريخ كبير ابنية تطل على قيصرية الان تبيع انتيكات نادرة جدا من العهد الملــــــــكي وبدلا من الحفاظ على تلـــــــــك الابنية واعادة تاهيلها وترميمــــــــها نجد ان الاهمال يتضاعف اكثر لتغدو مـــــــنطقة مخيفة ومرعبة بعد حلول ظلام كل يوم ).

 ويختتم ابو قحطان ( اناشد الحكومة والجهات المعنية ومجلس النواب  ومحافظ وامين بغداد بتحقيق زيارة واحدة للسوق والساحة ليطلعوا بانفسهم على اهم مناطق بغداد المهملة حد العظم )

انتيكات نادرة

اقدم بائع ومصلح للساعات القديمة في السوق الحاج عطية ويطلقون عليه عطية بكبن نسبة للساعة اللندنية الشهيرة (بكبن) يصف سوق هرج وايام زمان ويقول ( في هذا السوق الذي يتوسط أحياء الحيدرخانة والميدان ومقهى الزهاوي ومحلة السراي تجد من يعيد إصلاح العود ومن يبيع أقدم الأسطوانات التي تحمل صوت قارئ المقام حسن خيوكه ورشيد القندرجي وصديقة الملايه وزكية جورج. وتجد من يبيع اغلى وارقى السبح الاصلية  وتجد من يبيعك ويصلح الراديو والتلفزيون ابو اللمبة اضافة الى الساعات السويسرية الاصلية والتي اشتهرت بتصليحها لكن للعمر حوبة ، وفي هذا السوق تباع اللوحات العالمية الفاخرة إلى جانب أنواع من الألبسة الكلاسيكية الفاخرة التي تعيدك إلى فترات قديمة من تاريخ مدينة بغداد ) ويضيف ( للاسف هذا السوق صار سوقا مهملا لايرتاده الا البسطاء والكثير من اللصوص والسراق بعدما اغلق اصحاب المحال الاصليين محالهم وصار السوق موحشا بلا ماء وكهرباء او خدمات اخرى ) ويقول ( اسال الحكومة هل زرتم السوق؟ وهل سمعتم عنه في الزمن الجميل ؟ هل قراتم عنه هل شاهدتم صورا عنه؟ وهل كلفتم انفسكم لتزورنه الان وتشاهدون حاله ومعاناته؟ واقترح ان تضعوا كتلا كونكريتية بحدود السوق وتغلقوه نهائيا وتكتبوا عليه منطقة موبوءة ومحظورة وابدا وا بازالتها لتمسحوا تاريخا مهما من تاريخ العراق وبغداد افضل ماتتركونه على حاله الان ، واناشد الطيبين من العراقيين بضرورة الاهتمام واعادة الحياة للسوق ولساحة الميدان ولشارع الرشيد وخاصة المنطقة المحصورة مابين الميدان وساحة الرصافي ) .

سوق هرج

احد رواد السوق والمنطقة بدر عبد الله وهو موظف متقاعد يقول ( لااستغرب ان سوق هرج لفقد جزء كبير من معالمه كما هو الحال لمنطقة الميدان وشارع الرشيد وخاصة بعد الاحتلال الاخير ولكن مايثيرني ان الحكومة والجهات المعنية وخاصة محافظة بغداد التي تنفق المليارت على مشاريع في نهايتها يتبادلون الاتهامات على حالات الفساد المالي والاداري ولايهتمون باقدم مناطق بغداد التراثية والتي تجسد حقبة مهمة من تاريخ العراق للاسف هذه المنطقة صارت تمثل قمة الفساد بعدما اهملت خدميا وماليا ومعنويا وعمرانيا لتكون عنوان لتجمع النفايات والقاذورات والحيوانات السائـــــــــبة التي تمهد لانتشار الجريمة والفساد الااخلاقي) ابو هاني احد الباعة في الميدان معوق حرب يقول ( اضطر بشــــــــــراء حاجيات من الجار او من الدوارة لاجلبها الى منطقة الميدان سوق هرج لاقف بعربتي تحت اشعة الشمس او المطر لبيعها لاسترزق منها مايسد قوة عائلتي خاصة انني مصاب بالعوق وان راتب الحماية الاجتماعية لايكفيني لربع الشهر فاضطر الى البيع بسوق هرج الذي صار لايصلح الا لبيع الممنوعات وحالات النصـــــــــب والاحتيال والفساد من قبل لصوص ومجرمين بداو يتخذون من السوق والمنـــــــــطقة مكانا لتــــــــــــصدير فسادهم وعـــــــمليات النصب والاحتيال ).

ويقول ( اناشد الجهات المختصة والمعنية ايجاد حلول لانقاذ اقدم مناطق بغداد منطقة الميدان وسوق هرج  واعــــــــــادة ترتيبهما وتاهيلهما او مسحهما من خارطة بغداد نهائيا ) .

 وتبقى منطقة الميدان تذكر زائريها باجمل مناطق بغداد لقربها من دوائر ومؤسسات مهمة وكذلك الانطـــلاق مــــــــنه الى شارع الرشيد ومعالمه التي مازالت شاخصة الى يومنا هذا والى شارع المتني واســواقه العامرة ومقاهيه ومكتباته التي تعج بالكتب والنوادر .

اترك تعليقك


لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *