يذخر عراقنا العظيم بتاريحه وحضارته وارثه المتنوع في كل مدنه اضافة الى معالمه الدينية المختلفة والتي تعتبر في اطارالسياحة الدينية التي تكاد تكون موجودة في كل محافظات العراق وخاصة في العاصمة بغداد ،التي تحتضن العادات والتقاليد والقيم البغدادية القديمة والأعمال التي كان يمارسها الناس ومحلاتهم وأسواقهم وازقتهم ،ومن تلك الاماكن وتقاليدها في جانب الكرخ هي محلة خضر الياس المطلة على نهر دجلة، وفيها مقام الخضر (عليه السلام) ومراسيم زياراته الأسبوعية التي لاتزال تتمسك بها الناس من بقايا المعتقدات الشعبية القديمة، حيث تحمل النسوة والاطفال الشموع والياس ويضعونه على الواح خشبية ومن كرب النخيل ويوقدونها وتظل طافية على سطح النهر قادمة من صوب الكرخ وبالتحديد منطقة من الصرافية والكسرة والاعظمية والكاظمية والعطيفية والجعيفر الثانية متجهة مع جريان النهر الى مقام خضر ألياس.
( وكالة انباء الاعلام العراقي ) التقت الحاجة علوية السامرائي ( ام محمد ) تلك المراة البسيطة التي تتولى الاهتمام بالمقام والمزار لتحدثنا بالقول : مقام خضر الياس كما تلاحظون يقع ضمن مسجد صغير يسمى (مسجد خضر الياس) والذي سميت المنطقة تيمنا باسمه، ويعد مزاراً لأبناء بغداد، يأتون لزيارته ويتباركون به، ويشعلون الشموع ويطلبون المراد ويقدمون النذورالمختلفة، وبعد بناء جسر باب المعظم الذي يربط جانب الكرخ بساحة الباب المعظم في جانب الرصافة عام 1978م واندثار ذلك السلم واصبح من الصعوبة النزول الى المقام من قبل المواطنين وخاصة الاطفال والنسوة ، لذلك عمدنا انا وابنائي إلى تخصيص بقايا غرفة خارجية من منزلنا لاستقبال النسوة القاصدات زيارة الخضر وإيقاد الشموع له ، وكنا ولانزال نقدم يد المساعدة لهن وأصبح مع الأيام هذا المكان أشبه بالمقام فكثرت على حائطه بقايا الشموع المحترقة والحناء التي لطخت بها جدرانه ولجأت بعض النسوة إلى عقد أشرطة من القماش عند باب وشباك تلك الغرف !!
ـ وتضيف الحاجة العلوية بالقول :لقد استمر اهتمامنا بالمقام من حيث التنظيف والصبغ والمتابعه للمسجد البسيط والذي بحاجة ماسة الى التطوير والتوسيع ، وظل اهتمامنا به حتى يومنا هذا ، وكانت المتابعه قبل العدوان الاميركي عام 2003 من قبل الوقف السني والي توقف عن متابعة هذا المقام ، واجرينا الكثير من المتابعات والاوراق والمستمسكات الخاصة بالمقام وتجديده ، وتتاخر المعاملة ولانعرف بالضبط ماهي الاسباب ! واليوم كما تلاحظون نحن قمنا ( انا واولادي) بالاهتمام بالمقام ومتابعته والاهتمام به ونجني منه بعض الواردات المالية البسيطة وهي تبرعات العوائل ومن خلال الزيارات كما تلاحظون ، ونحن الان مسوؤلين عن ادارته ، ومثبت ذلك عند الوقف السني حاليا ومع ان الوقف لم يقوم بصرف اية مبالغ مالية للاعمار والادامة للمقام ؟ ووعد احد ابنائي بمراجعة الوقف ومتابعة المعاملة واين وصلت اجراءات الوقف فيه!! ونحن نامل من بناء مسجد جديد له وساحة نظامية لوقوف السيارات يتحملها الوقف بدلا من ادارتها من قبل الاخرين ! ولاتنسى فقد اصبح المقام مصدرا لرزق بعض العوائل البسيطة من شظف العيش ومرارته حيث يبيع الكسبة الماء والمرطبات والشموع والياس للمواطنين ليجنوا لقمة عيشهم في هذه الظروف
.
ـ وتؤكد الحاجة علوية لـ ( وكالة انباء الاعلام العراقي ) : المقام اصبح واجهة سياحية لبغداد ، ولكن مع الاسف الشديد لايوجد أي اهتمام من الجهات المعنية به ،وخاصة انه بحاجة ماسة لبناء مسجد كبير ومكتبة للكتب الدينية والقران الكريم الذي يهديه الناس من كل مكان ويلزمها مكان مناسب لادامتها وارشفتها اضافة الى الهدايا الاخرى التي تقدم من بعض المنظمات العراقية والعربية في العديد من المناسبات ،وكذلك بناء مطبخ خاص به ، حيث ان هناك مقر يتواجد فيه حرس من الفوج العسكري الذي وعدني( امره انذاك باخلائه)!؟ بعد توفير كابينة خاصة للحراس ) ولكن ومع الاسف الشديد شيئا من ذلك لم يحصل والحرس باقون لحد اليوم ؟!ويفترض ان تكون منطقة للزواروالعوائل وان لاتتواجد فيه حراسات ليست للمقام ..ولحد الان ياتينا زوار وعوائل من جميع محافظات العراق ويظطرون للطبخ هنا لوجود عوائل كبيرة ولايمكنها ان تسد جوعها وتذهب للمطاعم هنالاو هناك !اضافة الى الطبخ الخاص بالثواب واطعام الناس الفقراء بالدرجة الاولى ، ولكن المطبخ مشغول من قبل الحراسات !! ونامل من الوقف السني اجراء اللازم والاهتمام بهذا المقام وابرازه بالشكل المطلوب ؟
ـ واخيرا لابد ان نعرف البعض من ذكريات مقام خضر الياس عليه السلام والمنطقة التي سميت باسمه حيث يقول الحاج هاشم لـ ( وكالة انباء الاعلام العراقي ) :تعرفون ان محلة خضر الياس القديمة لاتزال عالقة في القلوب من قبل اهاليها القدماء والذين لايزال البعض منهم حيا ولكن قطار العمرمر بهم واتعبهم ! ومحلتنا لاتزال تحمل بعض المعالم التراثية وماتبقى منها نتيجة البناء والتطور العمراني والقدم الذي تسبب بانهيار بعض البيوت القديمة والمياه التي غمرت البعض ، واذكر لكم قصة دفاع ابناء المنطقة ابان الاحتلال البريطاني للعراق عن يوسف السويدي المطارد من قبل السلطات الانكليزية حيث احتمى بهم ورفضوا تسليمه وحدثت مصادمات عنيفة بين الطرفين، استشهد فيها عدد من شباب المحلة ، وهذه هي صفة من صفات الغيرة العراقية الاصيلة وناسها القدماء الطيبين،وبالنسبة لمقام خضر الياس وحسب المعتقدات القديمة فان الناس تاتي للدعاء والامنيات والرغبات في ان تتحقق لهم حسب قناعته وبساطتهم ، وهناك عوائل تاتي من العديد من محافظات العراق ويجتمع الناس في المقام على ضفاف نهر دجلة في جانب الكرخ في بغداد حيث تمارس طقوسها الخاصة كإحضار السكر والملح والحناء والحلويات وأوراق الياس، وفي المساء تُشعل الشموع مشفوعة بالأماني، وتُثبّت على قطعة من الخشب، وتُدفع إلى النهر لتطفو على سطحه. ويعتقد أن الشموع إذا انطفأت قبل أن تصل إلى الضفة الأخرى فإن أمنية صاحب الشموع ستتحقق.!
( وكالة انباء الاعلام العراقي ) استوضحت من الحاج ابو محمد عن ( سورة الكهف )وكيف ورد لقاء النبي موسى بالخضر عليهما السلام حيث يقول : ان لقاء موسى بالخضر جعل (الله عزوجل ) لنبيه موسى (عليه السلام ) علامةً للقائه بالخضر، وهي ارتداد الحياة للحوت وعودته للبحر، فلمّا ظهرت العلامة التقى برجلٍ فعرف أنّه الخضر، فطلب منه موسى (عليه السلام ) أن يعلّمه ممّا علّمه( الله عزوجل) وبهذا بدأت قصّة رحلة موسى والخضر التي ذكرها ( الله عزوجل وجل في سورة الكهف) حيث مشيا فركبا في البداية في سفينةٍ فخرقها الخضر فتعجّب موسى من ذلك، واستنكر الفعل من الخضر، ثمّ مرّا بغلامٍ فقتله، فذُهل موسى واستنكر ذلك أيضاً، ثمّ مرّا بقريةٍ بخيلةٍ، وقد نفد معهما الطعام فأبى أهل القرية أن يطعموهما، ثمّ وجد بعد ذلك
الخضر جداراً سينقضّ في القرية فأصلحه وأقامه، كلّ ذلك ونبيّ الله متعجّبٌ لا يعلم سرّ أفعال الخضر؛ إلّا أن يكون الله -تعالى- قد علّمه وأوحى إليه أمراًن كما وردت في الاية الكريمة ( انك لن تسطيع معي صبرا).