سجلت محافظة ديالى شرقي العراق ولأول مرة منذ العام 2003 تصدير أكثر من 40 ألف طن من التمور إلى عدة دول آسيوية وأفريقية وسط توقعات بوصول التصدير إلى 100 ألف طن.
وبعد استتباب الأمن وطرد الجماعات المسلحة وأخرها تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية (داعش) من المحافظة بدأ الاهتمام بأشجار النخيل خصوصا وأن ديالى من المحافظات الزراعية في العراق.
وقال رعد التميمي رئيس الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية في ديالى لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن أكثر من 40 ألف طن من 17 صنفا من التمور العراقية صدرت خلال الأشهر الخمسة الماضية إلى أسواق 16 دولة بينها إفريقية وآسيوية خاصة الهند وباكستان بالإضافة إلى أسواق عربية متعددة منها الكويت والإمارات.
وأضاف أن 70 بالمائة من التمور المصدرة هي صنف الزهدي فضلا عن أصناف أخرى نادرة، لافتا إلى أن عملية التصدير تجري عبر موانئ البصرة من قبل شركات وتجار بعضهم عرب وأجانب.
وتوقع التميمي أن يصل تصدير التمور بديالى إلى 100 ألف طن في غضون الأشهر القليلة المقبلة خاصة مع تدفق شحنات التمور من المزارعين والتي آخرها ألف طن قبل أيام.
ولقيت خطوة تصدير محافظة ديالى لهذه الكميات من التمور استحسان وتشجيع الشركة العراقية لتصنيع وتسويق التمور التي وصفت ديالى بانها من المحافظات المتميزة في تصدير مختلف أنواع التمور.
وقال طه العكيلي مدير فرع بغداد بالشركة العراقية لتصنيع وتسويق التمور لـ((شينخوا)) “شركتنا لديها عدة فروع ومن ضمنها فرع ديالى الذي يعتبر من الفروع النشطة في تقديم أنواع التمور الفاخرة كالزهدي والخستاوي والخضراوي والقرنفلي والساير”.
وأشاد العكيلي بجهود محافظة ديالى في الاهتمام بالتمور وتصديرها قائلا “في الحقيقة محافظة ديالى نشطة في توريد التمور”.
على صعيد متصل، قال حسين هادي موظف في الشركة العراقية لتصنيع وتسويق التمور “التمور العراقية بدأت تتعافى وبدأت تعود تدريجيا بعد ركود نتيجة الحروب وأعمال العنف”.
وأضاف “هناك دعم وبدأنا نعمل بصورة صحيحة، وتأتينا التمور من عدة محافظات ومنها ديالى المشهورة بالتمور والتي كانت وما زالت لديها أجود أنواع التمور وهي تعتبر مصدرا مهما من مصادر التمور في العراق”.
بدوره، قال حميد خيرالله تاجر تمور إن ما تم تصديره من تمور في ديالى هو الأكبر بعد العام 2003، مبينا أن التصدير فتح بوابة مهمة لمئات المزارعين في تحقيق إيرادات جيدة لسد التكاليف.
وأوضح أن التصدير خلق ما يعرف بالاستثمار الزراعي في بناء بساتين النخيل النموذجية والتي تزرع فيها أصناف نادرة عليها إقبال في الأسواق الخارجية ومنها البرحي.
وأضاف أن التمور العراقية ذات جودة عالية وهناك أكثر من 30 صنفا نادرا في بساتين ديالى لكن ما ينقصها هو التسويق الإعلامي لفتح أبواب تصدير هذه الأصناف النادرة.
أما المزارع فيصل العزاوي، والذي يملك مزرعة تبلغ مساحته 23 دونما (الدونم يساوي تقريباً 2500 متر مربع في العراق) من النخيل والذي ظهرت عليه علامات الارتياح فقال إن تصدير التمور فتح بوابة مهمة وساهم بزيادة إيراداتنا نتيجة تحسن سعر التمور التي كانت تباع بأسعار زهيدة جدا بالسنوات الماضية.
وأوضح أن التصدير غطى نسبة جيدة من تكاليف الإنتاج، معتبرا ذلك بأنه من المؤشرات الإيجابية يدفعه لزيادة الاعتناء بما تبقى من أشجار النخيل خاصة التي تعرضت لأضرار بالغة في السنوات الماضية بسبب الإهمال والآفات والجفاف والحروب.
وأدى تصدير التمور إلى تحسن مدخولات المزارعين بسبب ارتفاع أسعار التمور بنسبة 15 بالمائة حسب المزارع حسين النداوي، الذي أكد أنه يستعد لإنشاء مزرعة نموذجية للنخيل تضم ثلاثة أصناف عليها طلب في الأسواق.
وأضاف النداوي “هناك نحو ثمان مزارع نموذجية أنشأت أخيرا في ديالى خاصة بإنتاج تمور ذات أصناف مهمة لغرض التصدير بشكل مباشر، مؤكدا أن هذا الأمر يعطي دلالة على ولادة قطاع اقتصادي قد يشكل طوق نجاة لقطاع النخيل بعد انتكاساته الكبيرة بعد 2003.
وتعرضت بساتين النخيل في ديالى لإهمال كبير نتيجة الغزو الأمريكي للعراق وانتشار الجماعات المسلحة فيها التي استخدمتها كقواعد ومقرات لها.
وتضم بساتين ديالى قرابة 90 صنفا من التمور بينها 30 صنفا توصف بالنادرة فضلا عن وجود أصناف من التمور لا توجد الا في ديالى، وفقا للخبير الزراعي علاء حسن.
وقال حسن إن القرنفل الأسود أشهر أصناف التمور في ديالى وأشجاره تنتشر باعداد قليلة جدا في بلدتي مندلي وقزانية، يتراوح سعر الكيلو جرام منه بين 30 إلى 35 ألف دينار (أكثر من 20 دولارا) ويطلق عليه سيد التمور أو هدية الملوك لندرته، فضلا عن أصناف أخرى نادرة.
وأضاف أن التصدير مهم جدا لأنه يساهم بتغطية التكاليف مع تحقيق أرباح محدودة حاليا.
وتابع “مع الوقت هناك تغير بأنماط الزراعة واعتماد أصناف نادرة ويجب الترويج لها لجذب الأسواق والشركات اليها لشراءها، وهذا هو المهم لتطوير استثمار بساتين النخيل في ديالى التي تصل مساحتها حاليا إلى أكثر من 90 ألف دونم”.