لنتذكر مطرب البادية جبّار عكّار

لنتذكر مطرب البادية جبّار عكّار

عند الاستماع إلى تسجيلات البادية للمطرب الكبير جبار عكار، نشعر بفرق زمني وظروف حياة مختلفة عن تسجيلات والده سعيد عكار، التي جُسدت في الثلاثينات والأربعينات. يتميز أداء جبار عكار بالتجذيف الفني الأصيل للبادية، وهو مطرب بدوي متحضر، في حين أن والده عاش في فترة زمنية وظروف تختلف كثيرًا. مع تغيرات اجتماعية وسياسية واقتصادية، اتسمت حياة جبار بتطورات السبعينات والتقدم الاقتصادي البارز الذي أتى مع تأميم نفط العراق في 1972، وخاصة أنه عاش في بغداد، مما يبرز تحولات حياته ويبرز وصفه بـ “المطرب البدوي المتحضر”.

في جلسة مجلسنا الثقافي الأسبوعية في 11 يناير 1996، كان ضيفنا المطرب البدوي المتحضر، جبار عكار، الذي لا يفارقها آلة الربابة في أداء أعماله الفنية. تحدث جبار عكار عن حياته الفنية وسيرته، وردّ على النقاش حول فارق الظروف والتغيرات في الفترة الزمنية بين والده سعيد عكار ونفسه، وكيف انعكست هذه التغييرات على التعابير الفنية.

جبار عكار أشار إلى أنه كان يرافق والده سعيد عكار، الذي سجل أكثر من ثلاثين اسطوانة غنائية، وتعلم منه فنون الأبوذية والعتابة. شارك في ذكرياته قائلاً إنه ذهب مع والده إلى إذاعة قصر الزهور، التي كان يشرف عليها الملك غازي، حيث قدم أداء صوتي أثناء الاستماع وحصل على دعم وتشجيع من الملك.

في عام 1939، دخل جبار عكار عالم الإذاعة وغنى بالتعاون مع عدة مطربين آخرين، من بينهم ناصر، حكيم، حضيري أبو عزيز، وداخل حسن.

في عام 1956، شهدنا افتتاح التلفزيون العراقي، وهو أول تلفزيون في وطننا العربي. شاركت في المؤتمر الموسيقي حيث قدمت طلبًا للمشاركة، وتم قبوله بفضل الفنان حقي الشبلي. أديت خلال المؤتمر أغنية “عتابة” برفقة سويحلي وبيت نايل.

بعد هذه الحفلة، قام حقي الشبلي بتعييني في فرقة الرشيد للفنون الشعبية، حيث كنت أتعاون مع قارئ المقام العراقي عبدالرحمن خضر، ومع الفنانين أمل خضير وعلي مردان. استمرت رحلتي مع الفرقة حتى عام 1979، حيث تم تغيير اسمها إلى الفرقة القومية للفنون الشعبية.

خلال تلك السنوات، قدمت العديد من الحفلات خارج العراق، مرافقة آلتي الإثيرة الربابة، التي اتقنت عزفها بشكل استثنائي بعد بلوغي سن الخمسين عامًا. الربابة، المستخدمة من قبل الغجر للتسول، تتألف من جلد غنم أو ذئب وخشب وشعر حصان.

ولد الفنان جبار عكار في عام 1922 في منطقة دلة عباس بمحافظة ديالى في العراق، وتوفي في بغداد عام 2009 رحمه الله.

اترك تعليقك


لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *