توسعت مراكز الرياضة النسائية بشكل واضح في بغداد والمحافظات، حيث زادت رغبة النساء في تحقيق جسم رشيق نتيجة لتغير نمط حياتهن، مستوحيات من التطورات العالمية في اهتمامات المرأة العصرية. تُعَدُّ هذه المراكز متنفسًا للنساء، حيث يمكنهن التخلص من الضغوط واستعادة ذكرياتهن، بالإضافة إلى تكونها فضاءً يساعدهن في وضع خطط لمستقبلهن، خاصة مع انتشار صالونات التجميل كجزء لا يتجزأ من روتينهن اليومي.
بأصوات موسيقى الراب الغربي وتحمل روحًا رياضية، تُشجع المدربة علا فؤاد السيدات في مركزها على ممارسة تمارين اللياقة البدنية. تاريخها العلمي في علوم الكيمياء لم يمنعها من أن تصبح مدربة رياضية محترفة، وتشير إلى أن ازدياد اهتمام النساء بتحسين أجسامهن والوعي الصحي أدى إلى توافدهن بشكل متزايد إلى المركز. يبرز دور وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل ثقافة اللياقة البدنية، وقد أدى ذلك إلى انتشار برامج متنوعة، مثل رقصة الزومبا والملاكمة التايلندية. البرامج تتنوع بين الكروسفيت والتمارين السويدية، والمتدربات يتبنَّين نمط حياة صحي يتضمن استخدام أجهزة اللياقة البدنية في المنازل واتباع حميات غذائية. علا تؤكد أن المرأة اليوم تنافس الرجل في مجالات متنوعة من ممارسة الرياضة، بما في ذلك رفع الأثقال والتايكوندو، وذلك للحفاظ على صحتها ورشاقتها.
أكدت الهام فؤاد، المديرة الإدارية لمركز رياضي نسوي في بغداد، على تجربتها الشخصية قائلة: “كنت أتردد دائمًا في صالات الجيم، وبعد إعجابي الكبير بفوائد الرياضة، قررت مع أسرتي افتتاح مركز خاص للسيدات.” فقدّمت إليهم فكرة المشروع بعد استقالتها من التدريس لضيق ذات اليد، وبالتعاون مع زوج شقيقتها، كابتن رياضي، تم افتتاح المركز في عام 2018، حيث كان يتحمل مسؤولية شراء وصيانة الأجهزة الرياضية.
تواجهت فؤاد بتحديات في البداية، حيث كان الإقبال ضعيفًا في المناطق الشعبية بسبب القيود التي يفرضها الرجل. ومع ذلك، شهد المركز زيادة في عدد السيدات اللاتي انضممن إليه، حيث أصبح يُعَدُّ متنفسًا لهن، خاصةً في ظل غياب فرص العمل وقلة الأماكن الترفيهية. أضحت هذه الصالة مكانًا اجتماعيًا، يُتيح للنساء فرصة التواصل واختيار شركاء الحياة من بين زميلاتهن في ممارسة الرياضة.
اسراء فوزي، استشارية التجميل وخريجة في تحليلات مرضية منذ ست سنوات، تعمل في مركز يجمع بين المجال الرياضي وصالون تجميلي. بعد مشاركتها في دورات تجميلية في لبنان، أبرزت أهمية تقنيات مثل الميزوبلازما، التي تعزز نضارة البشرة بعد التمارين وتقليل الوزن. وتعبر فوزي عن انزعاجها من عدم التزام بعض النساء بالجلسات العلاجية بسبب بُعد المركز عن مواقع سكنهن أو ضروف مادية. وتشير إلى أن النساء أصبحن يدركن أهمية ممارسة الرياضة ليس فقط للحفاظ على الجسم والوقاية من الترهل والشيخوخة، ولكن أيضًا كوسيلة لتخفيف الضغوط اليومية وتحسين الدورة الدموية، مما يمنحهن القدرة على التعامل بفعالية مع التحديات الحياتية.
صالات الجيم أصبحت مساحة للتواصل وتكوين علاقات إيجابية بين النساء، حيث تُعَدُّ منفذًا لتفريغ مشاكل وهموم الحياة. شهدنا إقبالاً كبيرًا، حيث يأتي البعض لكسر حالة الملل واستغلال وقت الفراغ، في حين تلتحق الآخرات لتقليد زميلاتهن اللاتي اكتشفن فوائد هذه الأماكن. ورغم تنوع الدوافع، يسود هدف غالب وهو خسارة الوزن.
هدى يوسف، موظفة، 35 عامًا، متزوجة وأم لطفلين، تعتبر ممارسة الرياضة موضة العصر. بدأت رحلتها في الجيم بدعم من زميلتها، وقد اختارت هدى شراء ملابس رياضية بعد زواجها وزيادة وزنها. تشير إلى أن الالتزام بالتمارين أضاف نشاطًا لحياتها، وبتشجيع من زوجها، وجدت تحفيزًا لإتمام مهامها اليومية دون شعور بالتعب أو الملل، حيث أصبحت أكثر حيوية بفضل فقدانها 3 كيلوغرامات شهرياً.
بجهد كبير وبأنفاس عميقة، تتحدث (م، ع)، الشابة التي رفضت الكشف عن اسمها وتجاوزت عمر الثلاثين، والتي تعاني من البطالة منذ تخرجها من الجامعة قبل ست سنوات. تعتبر الرياضة متنفسها الوحيد، حيث تسعى جاهدة لتغيير نمط حياتها وتمرير أوقات فراغها الطويلة. ترى في الرياضة تأثيرًا إيجابيًا على النواحي النفسية والاجتماعية، وتعبر عن رغبتها الشديدة في بناء قوام صحي يتناسب مع متطلبات الموضة العالمية والتي تعكسها في اختيارها للأزياء الحديثة.