صناعة السجائر ..من مظاهر الازدهار العراقي الحديث

صناعة السجائر ..من مظاهر الازدهار العراقي الحديث

قد شهدت صناعة السكاير في العراق تقدماً ملحوظاً منذ تأسيس الحكومة الوطنية، حيث لم تكن هناك مصانع سكاير في البلاد قبل ذلك الوقت. تطورت هذه الصناعة وازدادت تعدد مصانعها مع مرور الزمن. بدأت اليد العاملة كعنصر أساسي ولكن مع تقدم التكنولوجيا، أصبحت الآلات الحديثة تحل مكانها تدريجياً.

تعتمد صناعة السكاير في العراق بشكل كبير على زراعة التبغ في شمال البلاد. ولمتابعة هذا التقدم وانتشار هذه الصناعة، قمت بزيارة معمل سجاير غازي التابع لشركة عبود المحدودة، والذي يُعتبر من أقدم معامل السجاير في العراق.

قصة معمل عبود تعكس جهودًا جبارة وكفاحًا مستمرًا، حيث تحولت هذه المؤسسة من مشروع صغير يضم عشرة عمال إلى معمل كبير يشغل الآن أكثر من أربعمائة عامل وموظف. إن إنشاء معمل عبود ونجاحه يرويان قصة استمرارية فردية، حيث عملت الكفاءات بجد وتحليت بالإصرار في مجال العمل، محققة النجاح من خلال التفاني في المهنة.

تم تجهيز المعمل بآلات حديثة ومعدات دقيقة لصناعة السجائر، مثل مكائن حديثة لفرم وتنقية التبغ، وفرن خاص للتخمير والتبخير. تصل الطاقة الإنتاجية لهذه المكائن إلى حوالي 500 سيجارة في الدقيقة. يتضمن المعمل أيضًا قسمًا مخصصًا لطباعة الورق وقسمًا للقص الآلي لأغلفة العلب، ويتبع ذلك مكائن للصق الدائر والتعبئة الآلية.

المعمل ينتج بين 50 إلى 60 مليون سيجارة شهريًا، ويقوم بتصدير جزء من إنتاجه إلى الدول المجاورة مثل الكويت والبحرين. يتخصص المعمل في صناعة السجائر الغازية باستخدام تبغ محلي من مزارع شمال العراق. يؤكد أصحاب المعمل على استمرار جهودهم في تحسين الإنتاج واعتماد أحدث الأساليب الصناعية، وتصنيف هذه الصناعة ضمن مراتب صناعات التبغ المتقدمة في البلاد، حيث تواكب مع معايير الصناعات الأوروبية.

اترك تعليقك


لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *