سوق مولوي – واجهة سياحية وقبلة للمتبضعين في السليمانية

سوق مولوي – واجهة سياحية وقبلة للمتبضعين في السليمانية

بين موقع السراي الحكومي سابقاً والجامع الكبير لمدينة السليمانية، ستقع عيناك على “شارع مولوي” أحد أهم الأسواق التي تضم الروح الشعبية القديمة، وحداثة الحياة في مكانها، حيث عشرات الباعة والمحال المذهلة، والتي ستجعلك حتما تفكر بقضاء المزيد والمزيد من الوقت داخلها.

كان الشارع يُعرف بـ”الشارع الجديد” بسبب تبليطه في عام 1937، ولكن في 1956، تغيّر اسمه إلى “شارع مولوي”، وهذا الاسم مستمد من اسم الشاعر الكردي عبد الرحيم ملا سعيد مولوي، الذي وُلد في السليمانية عام 1806.
اللافت أن زوجة مولوي، عنبر خاتون، هي التي أطلقت هذا اللقب عليه، وذلك لأنها كانت سيدة أفغانية، حيث يُستخدم هذا اللقب لتكريم السادات والمتصوفين والشيوخ في ثقافتهم، ويحمل هذا الشارع تأريخاً غنياً يجمع بين التأمل والثقافة والأدب.

حياة السوق 
يروي المواطن سيروان أحمد، قصة هذا المكان لوكالة الأنباء العراقية (واع)، قائلا: “في البداية، كانت هذه المنطقة متخصصة بمحال الخياطة فقط، ولكن مع مرور الزمن، شهدت تطوراً مذهلاً، وأصبحت تحتضن الفنادق الراقية، ومحال بيع الأجهزة الكهربائية، وأماكن للقصابة، ومحلات لبيع الهواتف المحمولة، ومتاجر للمواد الغذائية، ومطاعم “.
ويضيف قائلاً: “ستجد كل شيء تريده هنا، وبسعر أرخص من المناطق الأخرى، أفران تفوح منها الرائحة الطيبة للخبز والمعجنات، ومقاهٍ شعبية دافئة، ومكتبات تثري المعرفة، وأماكن لبيع الأقمشة، ومنتجات فنية يدوية تحمل طابع الشعب، ولا يمكن نسيان أنه يتم أيضاً بيع مختلف أنواع الحيوانات هنا، إنه عالم متكامل من المستلزمات الحياتية لجميع المواطنين والسائحين، كذلك الذين ينبهرون بوجود كل ما يفكرون به”.

المكسرات اللذيذة 
أما المواطن سالم ارفان، فيقدم تشكيلة واسعة من المكسرات اللذيذة، ويعتبر محله وجهة مميزة للزبائن الذين يبحثون عن نكهات طازجة وصحية.
يؤكد ارفان، في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن “هذا السوق يزخر بالزبائن من مختلف الأعمار والثقافات، ممن يقصدونه للتمتع بمجموعة متنوعة من المكسرات اللذيذة والتي ستكون صوغات (هدايا) مميزة لأحبتهم في المدن والمحافظات”.
ويضيف،” سوق مولوي هو مكان فريد حقاً، يجمع بين تنوع الثقافات والتجارب، حيث يأتي الناس من كل حدب وصوب للاستمتاع بأجوائه الرائعة والتنوع الكبير الذي يقدمه، سواء كانوا بحاجة إلى شراء الحاجيات اليومية أو البحث عن هدية خاصة، إنه مكان يعكس الحياة المدينة بكل تنوعها وروعتها، وأنا فخور بأن أكون جزءاً من هذا المكان الرائع”.

السليمانية ومولوي
هذا الفارس الذي يمتطي فرسه والذي يفصله عن صخب السوق سياج حديد، هو إبراهيم باشا بان، مؤسس مدينة السليمانية.
ووجوده يعزز الجوانب التاريخية والثقافية للسوق ويمنحه أهمية خاصة في حياة مدينة السليمانية. 
وبالنسبة لاسم السوق الذي يرتبط بالشاعر الشهير “مولوي”، فإنه يضيف بعمق تراثاً أدبياً وثقافياً لهذا المكان. يعكس هذا الاسم إرث الشاعر عبد الرحيم ملا سعيد مولوي ومساهمته في تثقيف وإلهام الناس.
كان مولوي، عالماً وشاعراً تركزت أعماله على العلم والشعر، وتركت تأثيراته العميقة أثراً إيجابياً على ثقافة المنطقة.

سوق محلي  
من جهته، يوضح المواطن سالم، أن أغلب المنتجات يتم استيرادها من تركيا ومحافظات الإقليم الأخرى. كما أن أهالي السليمانية لهم معاملهم الخاصة جيث يقومون بإنتاج بعض الحلويات من خلال الاعتماد على المواد الأصلية المتوفرة في المدينة.
يكمل حديثه قائلاً: “نحصل على المكسرات من مزارع السليمانية ونستخدم العسل الطبيعي. هذا هو السبب في أننا نجذب زبائننا منذ سنوات، حيث يثقون في جودة منتجاتنا. وليس ذلك فقط، بل نوفر أيضاً علاجات لبعض الأمراض المعدية ونقدم حلاً لقضايا مثل التنحيف والعقم. نحن هنا لتقديم تجربة تسوق مميزة وصحية لزبائننا”.كتب وثقافة
سوق مولوي يبقى محوراً حيوياً لمدينة السليمانية، حيث تلتقي فيه مختلف الأعمار والثقافات، يجتمع هناك بائعو الكتب الأدبية والعلمية بمختلف اللغات، مما يعكس اهتمام سكان المدينة الكبير بالقراءة وتنوع ثقافاتهم.
يجمع هذا المكان الرائع بين مقاهي الأدب وساحة الكتب ليكون مكاناً حيوياً يلبي احتياجات جميع شرائح المجتمع.
منذ تأسيسه قبل أكثر من 100 عام، وحتى الآن، يبقى سوق مولوي رمزاً لمحافظة السليمانية ومكانًا تتجدد فيه الحياة الثقافية والاجتماعية. هذا المكان الأيقوني محطة مهمة للمدينة ومساهماً في تعزيز التفاعل الثقافي والأدبي بين سكانها.

اترك تعليقك


لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *