سوق الغزل ملتقى بغداد الكبير

سوق الغزل ملتقى بغداد الكبير

سوق الغزل في بغداد الذي بدأ قبل أكثر من قرنين كسوق لبيع الصوف والغزل, ويتخصص حاليا في بيع وشراء الحيوانات والطيور المتوحشة والأليفة، يكاد يكون أكبر ملتقى لأهل بغداد من عشاق الحيوانات, يعيدون فيه سرد حكاياتهم صباح كل جمعة رغم أربع سيارات مفخخة استهدفته خلال السنتين الماضيتين.

وسوق الغزل -إضافة إلى سوق الهرج المتخصص في بيع الأجهزة الكهربائية في منطقة الباب الشرقي، وسوق الكتب في شارع المتنبي، والسوق المتخصص في بيع الدراجات الهوائية- من أهم الأسواق التي تفتح أبوابها أمام الباعة والمشترين.

ستون من هواة جمع الحيوانات من مدمني التردد على السوق قتلوا وجرح مائة آخرون في انفجار أربع سيارات مفخخة خلال السنتين الماضيتين في وقت الذروة.

ويقول سلمان برتو (78 عاما) صاحب أقدم محال السوق الذي يتوسط بغداد “هذا السوق يباع فيه جميع أنواع الحيوانات كالأفاعي والحمام والكلاب والدببة والقردة والدجاج وحتى الذئاب المتوحشة التي يصطادها متخصصون في الصحراء.. ينعقد من السادسة صباحا حتى صلاة الجمعة, لكنه أخذ يفقد زبائنه أسوة بغيره من الأسواق بسبب تعكر المزاج وانصراف كثير من الشباب إلى اهتمامات الشر بدل الاهتمام بهذه المخلوقات البريئة”. 

المتوسط والفاخر
ويشرح برتو المتخصص في بيع الأنواع النادرة من الحمام كيف يقتنص الباعة غير الملمين, فالطيور المتوسطة الجودة من كل الأنواع تشترى وتباع دون تأخير في الصباح الباكر, أما الفاخرة فيحدد مكانها وتعرف أسعارها فتشترى بسعر منخفض بعد أن يتعب أصحابها, وهو ما يحصل عادة قبيل انفضاض السوق, ويعاد بيعها إلى كبار هواة الأنواع النادرة وبأسعار مرتفعة “إذا حالفنا الحظ”.

ويعرض أنور عطا قردا لم يتمكن من بيعه للأسبوع الثالث رغم أنه من فصيلة نادرة وهو من تزاوج ذكر وأنثى نادرين هربا من حديقة حيوانات في بغداد التي نهبت ونفقت أكثر حيواناتها في فترة الفوضى العارمة التي رافقت اجتياح القوات الأميركية للعراق.

جامع وكنيسة
ويستذكر الحاج قدوري المتخصص في بيع طيور الكناري المغردة بألم حكايات السوق التاريخي وهو يشير إلى كنيسة مريم العذراء التي شيدت قبل مئات السنين تماما في مواجهة جامع الخلفاء الذي يقع وسط السوق وبني قبل الكنيسة بعقود.

يقول الحاج “قبل خمسين عاما كان المسيحيون والمسلمون وحتى اليهود يتاجرون بأنواع فاخرة من الطيور والحيوانات بعد أن يقوموا بتفريخ أصناف متطورة منها يسمونها بأسماء عائلاتهم, فهناك الهنداوي والأورفلي والخارشت باسم أحد الهواة اليهود”.

ويضيف الحاج قدوري “كان أعيان البلد يترددون على السوق دون فوارق في المذهب والدين عكس ما هو حاصل الآن”.

اترك تعليقك


لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *