من هو (حكمت سليمان) وما هي القصة التي دونها المؤرخ عبد الرزاق الحسني ؟
بدءا هو : عارف حكمت بن سليمان فائق بك وأخوه محمود شوكت الذي شغل منصب الصدر الأعظم (رئيس الوزراء) في زمن الدولة العثمانية عام ١٩١٣م.
ولد (حكمت) ببغداد عام ١٨٨٩م وبها نشأ وتعلم القرآن وأكمل دراسته في بغداد وتخرج من الإعدادية الملكية عام ١٩٠٧م، ثم سافر الى إسطنبول ودرس في جامعتها، حيث درس الحقوق ثم انتمى إلى المدرسة الشاهنشاهية ونال شهاداتها في شباط ١٩١١م، دخل بعد ذلك مدرسة المشاة وتخرج ضابطا احتياطيا في تشرين الأول ١٩١١م.
ألحق بعد تخرجه بحاشية آمر اللواء المرابط في (بك أوغلي) بالعاصمة التركية (إسطنبول) ثم نقل الى حاشية والي إسطنبول في نيسان ١٩١٢م ولغاية تشرين الأول ١٩١٣م .
خلال الحرب العالمية الأولى كان في بغداد حيث عين نائبا للوالي العثماني، وسافر إلى برلين ومكث فيها مدة، بعدها قدم الى بغداد مع حاشية الوالي جاويد باشا وعين قائممقاما لمركز بغداد في ٢٥ شباط ١٩١٤م، ثم مديرا لمدرسة الحقوق، ومعاونا لمدير المعارف ثم مديرا في ١٩ تشرين الأول ١٩١٥م.
وبعد قيام الحكم الملكي في العراق، عين مديرا عاما لدائرة البرق والبريد عام ١٩٢٣م، كما تولى في الوقت نفسه إلقاء محاضرات بمدرسة الحقوق وجمعت محاضراته في كتاب (علم المال) طبع عام ١٩٢٤.
انتخب نائبا في مجلس النواب العراقي / الدورة الانتخابية الأولى عام ١٩٢٥م، وأخيرا وزيرا للعدلية واستقال منها عام ١٩٢٨م.
من الجدير بالذكر أن (حكمت سليمان) هو الذي أنشأ دار المعلمات الابتدائية والمدرسة المأمونية الابتدائية وعين وزيرا للمعارف وبعدها للداخلية، وغدا رئيسا للوزراء في حكومة الانقلاب حتى ١٢ آب ١٩٣٧.
وبعد اغتيال الفريق بكر صدقي بالموصل، اجبر على الاستقالة، واعتقل وحكم عليه بالسجن خمسة أعوام.
ذكر الطبيب البريطاني (سندرسن) في مؤلفه (عشرة الاف ليلة وليلة) أنه زار (حكمت سليمان) في السجن، ويقول : “حيث أودع كمجرم عادي وكان في ضيق شديد وفي حالة قلق وخيبة … وساءت حالته الصحية في الصيف فنقل بناء على توصية الطبيب إلى منطقة بنجوين في جبال كردستان تحت حراسة مشددة، بعدها تعافى واستمر يمارس حياته”، كان له مجلس ثقافي بداره في الصليخ ببغداد وله مؤلفات ومقالات في الصحف والمجلات. وقد وافته المنية في ٦ صفر ١٣٨٤هجرية / الموافق ١٦ حزيران ١٩٦٤.
وعن وفاته يروي المؤرخ عبد الرزاق الحسني قائلا : ” لما توفي غاندي (زعيم الهند) ذهبت إلى السفارة الهندية ببغداد يوم ١٥ حزيران ١٩٦٤ لتقديم التعزية وعند العودة زرت (الأستاذ حكمت سليمان) في داره واستفسر مني عن وجهتي القادم منها، فلما علم ذلك طلب مني المجيء غدا للذهاب للسفارة الهندية لتقديم التعزية أيضا، وبالفعل يقول (الحسني) حضرت صباح اليوم التالي وكان يتناول الفطور وعند ذهابه للمغاسل سقط أرضا وتوفي، ولأن المرحوم كان يمتاز بضخامة جسمه، تبين أن الكفن الذي أعده لنفسه لن يكفيه، فيذكر (الحسني) أنه تم الاتصال بمفتي العراق آنذاك الشيخ (الزهاوي)، حيث أشار إلى استخدام خوص النخيل لربط أطراف الكفن بعضها ببعض”. وهكذا انتهت حياة (حكمت سليمان) بكفن لا يكفيه ؟
– هل أفادته أملاكه الكبيرة ؟
– هل أفادته مناصبه التي شغلها ؟
– هل أفادته مكانته الاجتماعية ؟
– فهل نتعظ ؟!