أحد أفضل لاعبي الكرة العراقية على مر التاريخ، الهداف التاريخي للمنتخب الأول، اعتبر إلى جانب أحمد راضي أفضل لاعب عراقي في القرن العشرين، هو سابع الهدافين الدوليين لأسود الرافدين، والذي يحتل المركز الخامس والعشرين بقائمة أفضل لاعبي القرن بآسيا.
إنه حسين سعيد محمد، الرئيس السابق للاتحاد العراقي لكرة القدم، الذي ولد في الأعظمية ببغداد 21 يناير 1958، بدأ لعب الكرة في الشوارع قبل أن يلتحق بمركز شباب الإسكان، والذي قاده إلى بطولة مراكز شباب العراق، وسجل ثلاثية في الفوز 4/2 على فريق شباب الزوراء، ليجذب أنظار داود العزاوي، مدير منتخب العراق تحت 17 سنة، والذي استدعاه إلى فريق الجامعة، وقاده إلى الفوز بالوسام الذهبي للدورة المدرسية العربية التي استضافتها مصر 1975، ثم التحق بنادي الطلبة، وكانت أول مباراة له ضد الشرطة وانتهت 3/0 ولم يسجل في تلك المباراة، بينما كان أول هدف له مع الأنيق في المباراة الثانية له ضد القوة الجوية والذي كان هدف الفوز، ولكن الفريق أنهى الموسم في المركز الثامن، وفي موسم 1976/1977 اقتربوا من تحقيق الدوري ولكنهم في النهاية استقروا في المركز الثاني خلف الزوراء، وفي موسم 1977/1978، سجل سعيد ثلاثة أهداف ولكن الفريق أنهى الموسم بالمركز الثامن، وفي الموسم التالي 1978/1979، حقق سعيد ثالث أفضل هدافي الدوري وحل الفريق بالمركز الثالث، وفي موسم 1979/1980، أنهى الطلبة الموسم في المركز الثالث ووصل إلى نهائي كأس العراق ولكنه خسره أمام الجيش بركلات الترجيح 2/4، بعد التعادل 1/1، وشهد موسم 1980/1981، أول فوز بلقب الدوري للطلبة في تاريخه، بفارق الأهداف مع الشرطة، وكان حسين سعيد هداف المسابقة برصيد 11 هدفا خلال 11 مباراة من حصيلة الفريق التي بلغت 19 هدفا، استمر عطاؤه مع الطلبة طيلة 15 موسما، سجل خلالها 122 هدفا، وكان هداف الفريق لعشرة مواسم.
استدعي حسين سعيد من منتخب تحت 17 سنة إلى احتياطي منتخب تحت 20 سنة، شارك لأول مرة في بطولة آسيا للشباب عام 1975، وتشارك العراق وإيران في اللقب بعد النعادل، وفي 1976 تم استدعاؤه من قبل المدرب الجديد ستانكوفيتش، وسجل 4 أهداف في مباراة العراق الأولى أمام سريلانكا، ليصبح هداف البطولة برصيد 7 أهداف، ولكن خرجت العراق من ربع النهائي أمام كوريا الشمالية، ثم استدعي للمنتخب الأول بعد كأس الخليج الرابعة، وهو في الثامنة عشرة، عام 1976، لعب مباراته الأولى أمام المنتخب السعودي في الرياض وسجل هدف العراق في اللقاء الذي انتهى بالتعادل 1/1، وفي 1977 شارك حسين في بطولة آسيا للشباب التي حقق العراق لقبها وكان سعيد هدافها برصيد 9 أهداف، كما سجل أول ثلاثية له أمام أفغانستان في الفوز 5/1.
وفي عام 1978 تمكن حسين سعيد من تسجيل الأهداف الثلاثة التي فاز بها العراق على الجزائر وهو أول هاتريك له مع المنتخب الأول، خلال الاستعداد لدورة الالعاب الآسيوية في تايلاند.
وفي عام 1979 سجل حسين سعيد عشرة أهداف، جميعها في بطولة الخليج، والتي كانت كافية لنيل العراق الكأس للمرة الأولى، سجل في بطولات الخليج اربعة وعشرين هدفاً، مازالت تشكل رقماً قياسياً لهدافي البطولة لم يستطع أحد تخطيه، في تصفيات كأس العالم عام 1985 استدعي حسين سعيد من قبل المدير الفني للمنتخب واثق ناجي، وكان له الدور الكبير في تأهل العراق إلى كأس العالم في المكسيك حيث تألق في المباراة الحاسمة أمام الأبيض الإماراتي بقيادة المدرب البرازيلي كارلوس البرتو بيريرا، وقد اعتمد واثق ناجي على الثلاثي حسين سعيد وأحمد راضي وكريم صدام في تحقيق النصر الكبير بتأهل منتخب العراق لاول مرة بتاريخه إلى كأس العالم.
قدم حسين سعيد مياريات رائعة مع المنتخب الوطني في لقاءاته التحضيرية لكأس العالم أمام منتخبات أوروبية كبيرة مثل الدنمارك ورومانيا، وكذلك أندية مثل شالكه الألماني وتشلسي الإنجليزي وبعض أندية جمهورية أيرلندا ونادي فلامنجو البرازيلي، إضافة إلى معسكر تدريبي في البرازيل، وحصل على عرض للاختبار من نادي ريال مدريد الإسباني، شارك مع المنتخب العراقي بدورة الألعاب الآسيوية في سيول وسجل ثلاثة أهداف خلال مباراتين فقط شارك فيهما، أمام عمان هدف واحد وهدفين في مرمى الإمارات، قاد خط هجوم العراق إلى جانب احمد راضي في تصفيات دورة سيول الأولمبية حيث لعب خمس مباريات سجل خلالها ثلاث أهداف.
حرمت الإصابة حسين سعيد من المشاركة مع منتخب العراق في دورة الخليج التاسعة بالسعودية 1988، وفي 1989 قاد خط الهجوم العراقي في تصفيات كأس العالم بعد تعافيه المؤقت، حيث شارك في خمس مباريات ولكنه لم يسجل سوى هدف واحد أمام قطر في المباراة التي تعادل فيها المنتخبان 2/2 في بغداد، وأدت إلى خروج المنتخب العراقي من تصفيات كأس العالم، كما لم يشارك بسبب الإصابة في دورة الصداقة والسلام في الكويت.
عاد إلى صفوف المنتخب العراقي في دورة الخليج بالكويت 1990 والتي كانت آخر مناسبة له، حيث انسحب العراق من البطولة وودع حسين سعيد ساحات كرة القدم دون مباراة اعتزال أو تصريح، ثم بدأ مباشرة مسيرته الإدارية، التي تبوأ خلالها العديد من المناصب في اتحاد كرة القدم واللجنة الأولمبية الوطنية العراقية.
لعب حسين سعيد 131 مباراة للمنتخب الوطني سجل خلالها 84 هدفا، ليكون واحداً من أصحاب الأرقام القياسية، شارك في ست مباريات رفقة المنتخب العسكري سجل خلالها خمسة أهداف وخاض مباراة على الصعيد الأولمبي سجل خلالها ستة أهداف وشارك في نهائيات ثلاث دورات أولمبية 1980 ــ 1984 ــ 1988، تم اختياره اللاعب رقم 25 من لاعبي القرن لقارة آسيا ضمن قائمة تحتوي على 30 لاعباً آسيوياً في الاتحادين الآسيوي والدولي، كما تم اختياره لاعب القرن في العراق، مناصفة مع الكبير أحمد راضي.
أحرز حسين سعيد لقب الهداف في عدة بطولات منها، هداف دورة الخليج العربي مرتين 1979 و1984 برصيد 17 هدفا ( انسحب منتخب العراق من كأس الخليج عام 1982 بعد مباراة الإمارات فشطبت جميع نتائجه)، هداف بطولة شباب آسيا مرتين 1976 و1977 برصيد 17 هدفا، هداف دوري الدرجة الأولى العراقي خمس مرات برصيد 57 هدفا، كما أحرز المركز الثالث في هذه القائمة عام 1980 برصيد عشرة أهداف، صاحب أسرع هدف في الدوري العراقي سجله في مرمى نادي الميناء موسم 1980 ــ 1981 خلال ثلاثين ثانية، الوسام الذهبي لبطولة شباب آسيا مرتين 1975 ــ 1977، الوسام الذهبي لدورة الخليج العربي 1979 ــ 1984، الوسام الذهبي لدورة مرليون في سنغافورة 1984، وسام هداف الدوري خمس مرات، وسام بطولة الدوري مرتين مع نادي الطلبة،
وسام اتحاد كرة القدم لخدماته الجليلة لكرة القدم العراقية، أفضل لاعب عامي 1984 ــ 1985، لاعب القرن مناصفة مع أحمد راضي، اقترن اسمه بتسع حالات ــ هاتريك ــ مجموع أهدافها 28 هدفا أي بنسبة أكثر من ثلاثة أهداف في كل مباراة.
شغل حسين سعيد بعد تركه للملاعب العديد من المناصب الإدارية مثل مدير مكتب العلاقات الخارجية في اللجنة الأولمبية العراقية، ونائب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، وأميناً للسر ونائباً لرئيس اللجنة الأولمبية العراقية وأمينها العام ومن قبل عضو في لجنة اللعب النظيف بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ثم عضو في المكتب التنفيذي للاتحادين الآسيوي والعربي، وعضو في اللجنة الإعلامية للاتحاد الدولي لكرة القدم ورئيس لجنة كرة القدم النسوية في الاتحاد العربي لكرة القدم، وآخرها رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم 2003/2011، بعد اختياره من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم.