ولد في منطقة الكسرة في بغداد عام 1927 وسط عائلة رياضية حيث ان (نوري حكماً دولياً، وإسماعيل لاعباً متميزاً، وإبراهيم بطل القفز)… يسمى بعميد المنتخبات العراقية وسدها العالي كما اطلق عليه النقاد والمعلقون الرياضيون … فهو الدفاع المنيع الذي كان كالسد امام لاعبين الهجوم… وجمولي أحد قدامى المضحين لكرة الجيش فهو من مؤسّسي اللبنات الأولى لرياضة الجيش وعضو مؤسس لمنتخب العراق بعد تشكيله رسمياً واعتماده في الاتحاد الدولي (الفيفا) عام 1950
وحمل أبو عصام شارة كابتن المنتخب منذ بداية تاسيسه في الخمسينات والستينات من القرن الماضي وكان يلعب في مركز قلب الدفاع وهو أكثر اللاعبين مدةً في رفع شارة الكابتن. حتى اعتزاله في عام 1966 وهو أول لاعب تقام له مباراة اعتزالية… وهو أول لاعب انشا له تمثال من البرونز صنعه تكريماً له الفنان ميران السعدي بدعم من قائد الفرقة الثالثة يومها (عريم) ونصب قبال ملعب الكشافة في الكسرة محلة ولادته وجمولي هو اللاعب الوحيد الذي حصل على رتبة ملازم وقد كرمه الملك فيصل بنفسه برتبة الملازم عندما أدخله في دورة يسمونها في زمانها (الليفي) ومنحنه فيها رتبة ملازم يومها قال له الملك (نمنحك رتبة ملازم ليس للعبك الذي نعرف تميزك فيه وبملاعبه بل لأخلاقك العالية) كما حصل على رتبة ملازم أول وذلك عام 1955 نتيجة لأداه الرائع للبطولة التي اقيمت في إيران وفي يوم الأربعاء الموافق 6 تموز 2005 انتقل جمولي إلى رحمة الله بعد عناء طويل وصراع مع مرض العضال واليبقى تمثاله مخلداً لتألقه وانجازاته ويحكي صراعه والمه الذي كان يعانيه من مرضه.
جمولي وتدرجه الكروي والإنجازات
ولد جميل عباس عام 1927 في بغداد ولعب الكرة لاول مرة مع أبناء محلته في الكسرة شارع جميل الزهاوي ثم مثل فريق مدرسة العسكري الابتدائية في العيواضية بعدها انضم في عام 1946 إلى نادي الاعظمية الرياضي ليلعب بعدها في عام 1949 مع فريق الحرس الملكي ليستمر معه ثمانية سنين حتى عام 1957 بعدها انتقل لفريق الفرقة الثالثة ليمثله تسعة سنين من عام 1957 ولغاية اعتزاله عام 1966 وكانت مسيرته مع منتخبنا الوطني والأندية التي مثلها مليئة بابداعاته حيث اختير في عام 1951 ضمن تشكيلة أول منتخب عراقي لعب في تركيا… كما قاد منتخب الحرس الملكي الفائز عدة مواسم ببطولة الجيش على حساب منافسة التقليدي القوة الجوية… وفي عام 1955 شارك مع منتخبنا في بطولة الجيوش الآسيوية في طهران ونظراً للمستوى الرائع الذي قدمه منح رتبة ملازم ثاني… كما شارك في أول بطولة رسمية وهي الدورة العربية الثانية في عام 1957 والتي اقيمت في بيروت… وفي عام 1959 شارك مع منتخب الجيش في جولته المشهورة إلى اقطار الشرق الأقصى وبالتحديد عام 1959 حيث سافر ضمن منتخب الجيش في أول جولة يقوم بها لاعبون من (بلاد ما بين النهرين)إلى الشرق الأقصى في سفوح سور الصين العظيم وفي فيتنام وكوريا الشمالية ومن ثم في الاتحاد السوفيتي وكان ابرز اللاعبين في لقاء العراق ومصر في الكشافة في 30/ 1/ 1955 كما قاد منتخبنا في عام 1960 الذي خاض تصفيات اولمبياد روما وشارك عام 1964 في مباريات التصفيات المؤهلة إلى اولمبياد طوكيو… بعدها قاد منتخبنا للفوز بنفس العام بالمركز الأول في بطولة كأس العرب التي اقيمت في الكويت وفي عام 1966 ساهم للحصول على اللقب الثاني للبطولة التي اقيمت في بغداد… لينهي بعدها جمولي مشواره الكروي الرائع بمباراة اعتزالية جرت في 12 نيسان من نفس العام بين فريق الفرقة الثالثة ومنتخب مثل اللاعبين العرب… ليعتبر أول لاعب عراقي تقام له مباراة اعتزالية نتيجةً لأبداعاته وانجازاته الاتي ساهم بها للكرة العراقية حيث شارك في ما يقارب 80 مباراة ودية ورسمية لا ننسى منها عام 1950 التي كانت ضد أول فريق اجنبي يزور العراق وهو باكستان والتي انتهت بالتعادل 1-1 وسجل هدف العراق الوحيد يومها صالح فرج .
جمولي ومباراة الاعتزال
قرر جمولي الاعتزال وتوديع الملاعب بعد مشوار طويل مع الكرة العراقية … ملبياً دعوات الصحافة التي في حينها طالبته كثيراً بالاعتزال وهو في قمة عطائه… وهذا ما حصل وجاء القرار بعد استيائه من اضاعة ضربة جزاء بمرمى نادي روستوف السوفيتي حينها كان جمولي المتخصص رقم واحد بتنفيذ ضربات الجزاء وكان ذلك عام 1965 حيث خسر فريقه الفرقة الثالثة بنتيجة 2-صفر… ولم تكن ملاعبنا تعرف مباريات التكريم والاعتزال حتى عام 1966 حيث فكر المسؤولون باقامة مباراة وداع للاعبنا الكبير جميل عباس جمولي تكريماً وامتناناً لهُ لما قدمه من جهد رائع للكرة العراقية حيث اُقيمت له مباراة اعتزالية بين منتخب العرب وفريق الفرقة الثالثة في 12/ 4/ 1966 حيث ان الدورة الثالثة التي اقيمت في بغداد عام 1966 قد شهدت اعتزاله إذ انه في تلك الدورة لم يكن بين قائمة اللاعبين الذين مثلوا منتخب العرق الفائز بكأس الدورة وكانت مباراة الاعتزال رائعة وقدم فيها جمولي مستوى متميزا حيث بدأت بهجوم للمنتخب العربي بواسطة الدولة والعصفور من الكويت ولكن تصد جمولي لهذا الهجوم مع لاعبينا بالمقابل شن فريق الفرقة الثالثة هجوماً تصد له مرزوق وباسل مهدي وحصل محمود حسن على عدة كرات سانحه للتسجيل بعد تمريرات رائعة من شدراك يوسف وكوركيس وعلي عطية لكن محمد ثامر حارس مرمى المنتخب العربي كان لها بالمرصاد وشن العربي بعدها هجمات خطرة بواسطة الدولة والعصفور وعادل خارج وسددوا عدة كرات تصدى حارسنا المبدع أنور مراد لأثنين منها بينما ذهب باقي الكرات بعيداً عن الهدف وفي الدقيقة الثلاثين من الشوط الأول سدد حسام كرة قوية ارتطمت بالعارضة وكاد ان يكملها عادل داخل المرمى ليضيع هدف محقق للمنتخب العربي وفي الشوط الثاني سدد جمولي كرتين من ضربة حرة لكن دون جدوى واستمر المباراة على هذا النحو… وقبل نهاية المباراة استبدل ثامر لإصابته بعد اصطدامه بمحمود اسد ولكن هذا لم يؤد إلى تغيير مجرى المباراة لتنتهي بالتعادل
وقد مثل المنتخب العربي يومها محمد ثامر وباسل مهدي وطارق ارزوقي ومحمد نجم من العراق وحسام وعامر من فلسطين وعادل وزغلول من الأردن وعدنان من البحرين وشدراك وطرزان ونوري ومحمود اسد وكوركيس إسماعيل يومها ادار المباراة الحكم ممدوح حزمه من الأردن ونوري عباس وفاضل الانصاري من العراق وحضر المباراة ما يعادل الخمسة آلاف من الجماهير ونقلت محطتا الاذاعة والتلفزيون المباراة وعلق عليها يومها حسين علي النوح وفي النهاية تم تكريم جمولي يومها قدم له ساعة يدوية ومبلغ قدره خمسة دنانير وان الفتاة الصغيرة التي قدمت له باقة الورد هي ابنته الصغيرة سهير.
وفاة جمولي
انتقل جمولي إلى جوار ربه بعد صراعٍ طويل مع مرضه العضال… ولم يبق سوى تمثاله الذي صنعه له محبين الكرة الحقيقيين… وستبقى مستشفى النعمان التي رقد فيها أبو عصام تبكي بصمت على الإهمال الذي عاناه حيث رقد فيها أشهرا كثيرة وحالته كانت في تدهور دائم امام اعين اصحاب الشان والبداية عام 2004 حيث اصيب جمولي بجلطتين في الدماغ… جعلت من الصعب عليه الكلام وقبل شهر ونصف من وفاته وصلت الحالة به على عدم مقدرته في الارتكاز على رجليه وكان شبه فاقد الوعي في أَغلب الأحيان وتم نقله إلى مدينة الطب وتبين انه مصاب بعجز في القلب وبعد عدة ايام وقع في انتكاسه أخرى… وشخص مرضه هذه المرة بالعجز بالكليتين وارتفاع اليوريا فتم ارقاده مره أخرى في مستشفى النعمان ثم تم نقله إلى مستشفى تخصصي بأمر من الأطباء وبعدها خرج منها ورقد حبيس الفراش.. حتى جاء اليوم الأليم على الكرة عراقية… وهو يوم الأربعاء الموافق 6 تموز 2005 الذي انتقل فيه جمولي إلى رحمة الله بعد عناء طويل مع المرض عن عمر يناهز الــ 78 عام ليعم عراقنا الحبيب ومنطقته لكسرة التي نشأ فيها الحزن والألم لفقدانها هذا النجم الكبير .