جميلة الشاشة العراقية – سهير اياد

جميلة الشاشة العراقية – سهير اياد

سهير إياد تعد واحدة من أبرز الممثلات في تاريخ العراق، حيث برزت بتألقها في مجموعة متنوعة من الأدوار. كانت الشابة المتألقة التي أسرت قلوب الشبان بجمالها على شاشة التلفزيون، سواء كانت في أفلام أو مسلسلات أو حتى البرامج التي قدمتها.

كانت المودل الأنيقة التي اعتمدتها الفتيات في تقليدها للتسريحات والملابس والحركات. اشتهرت بشكل كبير في الثمانينات وزاد تألقها في بداية التسعينات، حيث قدمت العديد من الأعمال الرائعة التي أثرت بشدة في المشهد الفني العراقي.

من بين أعمالها المميزة مسلسل “نادية” ومسلسل “المسافر” الذي شاركها في بطولته كاظم الساهر وآسيا كمال. في مسلسل “الأماني الضالة”، أظهرت سهير تمثيلاً يلامس مستوى نجمات السينما العربية، جعلها بطلة لا تقاوم وسط إعجاب الجماهير.

بدأت سهير إياد رحلتها الفنية بتألق ملحوظ، خاصة في مسلسل “ذئاب الليل” الجزء الأول الذي شاركت فيه مع جواد الشكرجي وجلال كامل. كانت تتمتع بإتقانها لأدوار السيدة السهلة وأداءها العفوي السلس.

للأسف، اعتزلت سهير فجأة دون إعلان مسبق، ما أثار العديد من التساؤلات حول أسباب هذا القرار. يُرجى إعادتها وغيرها من الممثلات المتميزات إلى الساحة الفنية، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي واجهها العراقيون نتيجة للحصار الاقتصادي في ذلك الوقت.

تظل الأسباب غامضة، ومع ذلك، لماذا لا تعود سهير وغيرها من الفنانات المبدعات اللواتي قدمن الكثير للفن العراقي؟

سهير إياد وُلدت في العام 1966 في بغداد، العراق، في عائلة فنية عريقة من مدينة الكاظمية. كانت هذه المنطقة تضم عوائل بغدادية من الطبقة الأرستقراطية الراقية في الفترات السابقة.

سهير إياد هي ابنة الكاتب والفنان البارع إياد البلداوي، وتشتق لقبها من منطقة بلد المعروفة أيضًا باسم “الدجيل”. رغم ولادتها في الكاظمية، إلا أنها تحمل ارتباطًا عميقًا بمنطقة بلد، حيث ولد وعاش والدها وتعيش فيها عائلتها. إياد البلداوي يعتبر من القامات الفنية الكبيرة التي انتقلت للعيش في الولايات المتحدة الأمريكية.

سهير إياد ليست فقط فنانة بارعة بل كان لديها أخت أيضًا تدعى علا إياد، وكان لها مسار فني متميز حيث شاركت في العديد من الأعمال الفنية العراقية والعربية. للأسف، رحلت عن عالمنا في عام 2017 في مستشفى في لندن بعد معركة مع مرض خطير. رحيلها جاء في عز شبابها، حيث كانت تبلغ من العمر 28 عامًا فقط. الصورة تظهر الفنانة الراحلة علا إياد.

اخوها هو نصرت اياد الذي عرفناه فنانا صغيرا في برامج الاطفال والدراما التلفزيونية كان عازفا محترفاً للجيتار وهو الان طبيباً يقيم في بريطانيا

سهير إياد أبدعت في مسرحية “قصة حب معاصرة”، حيث فازت بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان قرطاج الدولي للمسرح في عام 1991. العمل الذي قاده المخرج الكبير هاني هاني، وتأليف فلاح شاكر المغترب في الولايات المتحدة، حقق نجاحًا كبيرًا. تم ترجمة المسرحية إلى اللغة الفرنسية وحولها فلاح شاكر إلى رواية نشرت باللغة الإنكليزية في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2017. في هذا العمل، قامت سهير بأداء دور معقد يعكس تحديات الصراعات النفسية في مراحل الحياة التي يمكن أن يعيشها كل عراقي. حازت المسرحية على جوائز عدة في مختلف أنحاء العالم.

سهير إياد، الفنانة الرائعة، قدمت برامج فنية مميزة على تلفزيون الشباب في منتصف التسعينات. اعتزلت فجأة دون إنذار مسبق، ورغم الشائعات حول سبب اختفائها، إلا أنها اتخذت قرار الابتعاد عن عالم التمثيل والاستقرار في الأردن. أصبحت ربة منزل تكرس وقتها لأسرتها. بالرغم من فقدان الفن العراقي لمثلها، يظل هناك أمل في ظهور جيل جديد من الفنانين ليرفعوا راية الفن العراقي مجددًا، ورغم صعوبة قبول المشاهدين للأعمال الجديدة بسبب المقارنة المستمرة مع الأعمال الكلاسيكية، نتمنى أن يأتي اليوم الذي يرون فيه إبداعًا يناسب تقاليد الفن العراقي ويحقق التوازن المثالي بين الماضي والحاضر.

اترك تعليقك


لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *