بداية التصوير الفوتوغرافي في بغداد

بداية التصوير الفوتوغرافي في بغداد

يعد المصور والرسام ألكسندر زفوبودا، المولود في بغداد عام 1826، بشكل شبه مؤكد أول مصور محترف في العراق، ويُعتبر أول من قام بجلب الكاميرا الفوتوغرافية إلى بغداد حوالي عام 1850، ورغم تعقيد تحديد التاريخ الدقيق لأول صورة فوتوغرافية في بغداد.

في عام 1840، غادر ألكسندر زفوبودا بغداد متوجهًا إلى بودابست، حيث انضم إلى أكاديمية الفنون وهو لا يتجاوز الرابعة عشر من عمره. بعد عشر سنوات من دراسته الفنية، عاد إلى بغداد في حوالي 1850، وفي ذلك الوقت لم تكن بغداد مستعدة لمثل هذا الفن الجديد نظرًا لأن التصوير كان يعتبر نوعًا من المحرمات الدينية.

انتقل زفوبودا إلى بومباي في الهند، حيث أسس استوديو للرسم والتصوير بعد عودته من بودابست. وفي عام 1857، عاد إلى بغداد ومن ثم انتقل إلى مدينة إزمير في تركيا حيث أنشأ استوديو تصوير، مستندًا إلى جذب السياحة الأوروبية. بقي في إزمير حتى وفاته في عام 1896.

رغم بحث دقيق، لم يتم العثور حتى الآن على أي صور أو دلائل تشير إلى وجود صور لبغداد من إنتاج زفوبودا قبل عام 1858. وقد تم العثور بصورة صدفة في عام 1965 في متحف بريطانيا على أربع صور لبغداد، موقعة بإسم ألكسندر زفوبودا ومؤرخة لعام 1858.

يُعتبر أقدم صور معروفة لبغداد حتى الآن هي تلك التي التقطها الدكتور جيمس هيسلوب في عام 1854، وهو الطبيب في القنصلية البريطانية في بغداد. تم عرض تسع صور فوتوغرافية من بغداد في محاضرة قدمها فيلكس جونس، ضابط البحرية البريطانية في بغداد، في الجمعية الجغرافية في بومبي في الهند في أكتوبر 1854. أشار جونز إلى أن هذه الصور هي من تصوير الدكتور هيسلوب. وفي كتابه عن بغداد الذي نشر في بومبي عام 1857، استخدم فيلكس جونس تلك الصور التسع لهيسلوب ونشرها في الكتاب كرسوم ملونة، نظرًا لعدم إمكانية طباعة الصور الفوتوغرافية في الكتب في تلك الفترة. وقد تم وضع عبارة “مقتبسة عن صورة فوتوغرافية للجراح المساعد جيمس هيسلوب” تحت كل صورة من تلك الصور التسع.

أقدم الصور المعروفة للعراق تعود إلى المصور الفرنسي جبرييل ترانشاد، الذي وصل إلى الموصل في كانون الثاني 1852، برفقة المنقب الفرنسي فكتور بليس، لتصوير الآثار واللقطات المكتشفة خلال عمليات التنقيب في نينوى. تعتبر هذه الصور جزءًا من مجموعة المتحف اللوفر في باريس وتتضمن بعض اللقطات من مدينة الموصل. يُعد المتحف البريطاني هو الأول الذي قام بإرسال المصور والرسام توماس بيل مع كاميرا حديثة إلى العراق في شباط 1851 لتوثيق الحفريات في نينوى. ورغم وفاة توماس بيل بحادث غرق بعد وصوله إلى العراق، لم يترك لنا أي صور فوتوغرافية. تاريخ افتتاح أول استوديو للتصوير في بغداد يتطلب بحثًا منفصلاً.

اترك تعليقك


لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *