يعتاد يهود العراق والمناطق المجاورة زيارة مراقد أنبيائهم وصُلحائهم، حيث يحيون ذكراهم في أوقات مختلفة وفي أعيادهم. تُعرف هذه الزيارات باسم “الزيارة”، وتتميز بقدسية بعض المراقد لدى المسلمين. أحد هذه المراقد هو :
مرقد يوشع كوهين كادول، الواقع في الجانب الغربي من بغداد، والذي يعد من أئمة اليهود وصُلحائهم، حيث يسمونه النبي يوشع أو ربن يوشع كوهين كادول. يُقصده يهود العراق للزيارة والتبرك، ويقع بالقرب من مرقد الشيخ معروف الكرخي.
يقع مرقد الرباني يوسي الجليلي أو (جليلايا) في بغداد، حيث يعتبره المسلمون تكريمًا للشيخ عبد القادر الكيلاني، بينما يربطه اليهود بالرباني يوسي هجليلي أو (جليلايا)، وتظل هذه القضية محل اختلاف بين الطرفين.
يتواجد مرقد ناحوم الألقوشي في قرية القوش بجوار مدينة الموصل، ويُعتبر من قِبَل اليهود كأحد أنبيائهم، حيث يتم زيارته في بعض مواسم السنة. يقع بالقرب من مغارة الست سارة، الشقيقة للنبي، وتمتد قدسيته لتشمل المسيحيين والمسلمين.
يقع مرقد يونا (النبي يونس) بجوار خرائب نينوى، ويكون محط زيارة يهود الموصل في عيد المظال. يحتفل اليهود بتوفى النبي يونس في هذا العيد، حيث يجلسون تحت مظلة خاصة بعد دفع رسوم الدخول.
يوجد مرقد النبي عبيديا في حي يهودي بالموصل، داخل سرداب مظلم، ويرتدي التابوت اللون الأخضر. يزوره اليهود في عيد الأسابيع، بينما يقف المسلمون خارجه يهمسون بطلباتهم.
يقع مرقد الربي يهودا بن يتيرا في مدينة نصيبين بكردستان التركية، ويكون محط زيارة يهود كردستان في عيد الأسابيع. ألف الرباني الكردي شموئيل بن شمعون أغنية لتبجيله، تُنشد خلال زيارة القبر.
يقع مرقد حزقيال أو الكفل جنوب الحلة بمسافة 20 ميلاً، في قرية الكفل، وهو مرتبط بذكر النبي حزقيال في القرآن الكريم، حيث يأتي ذكره في سورة الأنبياء وسورة ص. يُعتبر الكفل لقبًا لحزقيال نظرًا لدوره في إنقاذ بني إسرائيل من أسر البابليين. يتردد اليهود على هذا المرقد من أقاصي البلاد للصلاة والدعاء، خاصة في رأس السنة وعيد الكفارة، وتُقام الأفراح في تلك الأيام، ولم يسلب أحد من اليهود أو المسلمين المرقد أو يعتدي عليه حتى في أيام الحروب.
يقع مرقد عزرا الكاتب في قرية العُزير جنوب مدينة العمارة بحوالي 100 كم. يُسمى على اسم عزرا الكاتب الذي دُفن فيه، ويذكر ذكره في سورة التوبة. يأتي الكثير من اليهود لزيارته سنويًا، خاصة في عيد الأسابيع. يتبرك به اليهود ويقيمون فيه الصلاة، ويزوره أيضًا العديد من المسلمين لإقامة الصلاة ولديه حرمة كبيرة بالنسبة لهم.
يقع مرقد بنيامين ابن النبي يعقوب على قمة جبلية قريبة من قصر شيرين على الحدود العراقية-الإيرانية، في الجانب الإيراني. يزوره أبناء القرى المنتسبين إلى سبط بنيامين لأداء الصلوات وتقديم الذبائح. يحترمون بنيامين ويُسمونه “ثمرة بنيامين”، مما يعني الجد بنيامين أو بنيامين المقدس.