عندما استعرض مؤرخو العراق الحديث تاريخ اليقظة الفكرية، كانت قضية الحريات العامة في مقدمة اهتماماتهم. فتاريخ العشرينيات من القرن الماضي، وهو فترة حيوية للعقل الثقافي العراقي الحديث، تحمل الكثير من اللحظات الرئيسية في هذه اليقظة والتي شكلت جزءًا هامًا من تاريخ الحركة الفكرية.
من بين هذه اللحظات، تبرز معركة السفور والحجاب كواحدة من أكثر المحطات إثارة، حيث نشأت منها معالم النهضة النسوية في العراق، وكانت بداية التأثيرات الفكرية الحرة. إن تاريخنا الحديث يروي قصة الكفاح من أجل الحرية بكل تفاصيلها وأشكالها، وفهم حوادث العصر الجميل يعد افتتاحًا لتحقيق الديمقراطية الحقيقية للعراق في الوقت الحاضر والمستقبل. إن التاريخ يشكل حركة دائمة مع الحاضر لبناء المستقبل، فهو، وفقًا لقول (جورج بوردو)، ليس مجرد مستودع للحاضر، بل هو أيضًا منبع لولادة المستقبل.
نتيجة لتأثير التيار الفكري الحر، نشأت حركة نسوية ملحوظة في العراق، وكان تحرر المرأة واضحًا وبارزًا، حيث انعكس هذا التحرر بتنوعه في المظاهر. كان انجذاب المرأة العراقية للملابس الجريئة أحد تلك المظاهر.
في هذا السياق، نقدم بعض الصور النادرة التي تعكس حياة الفتاة العراقية المتحررة في الأربعينيات والخمسينيات. يظهر اهتمام العراقيين في الوقت الحاضر بفهم جذور الأشياء وتطورها ومقارنتها مع ما وصلت إليه.