عشرة أسئلة وجهتها “الأسبوع” إلى ثلاث محاميات يزاولن المحاماة في بغداد، والمحامية التي أجابت على هذه الأسئلة هي الأستاذة راسمة زينل. وفي ظل عدم افتتاحها مكتباً حتى الآن، استمر التفكير لمدة أربعة أيام لتحديد مكان الاجتماع وطرح الأسئلة، وتلقي الإجابات، حتى اتفقوا على استخدام غرفة نقابة المحامين.
في غرفة نقابة المحامين، أجابت الأستاذة المحامية ببراعة ويسر على الأسئلة، مؤكدة نجاحها كمحامية وتكرارها لهذا الأمر عدة مرات. ولم تغفل الأستاذة عن ناشدتي بتحديد نقل إجاباتها وآرائها بدقة وأمانة. في سياق السؤال الأول حول ما الذي جعلها تختار مهنة المحاماة ودراسة الحقوق، كانت الإجابة سريعة ومقتضبة، حيث أظهرت تفوقًا منذ المرحلة الثانوية في فنون الخطابة وطلاقة اللسان، وحصدت جوائز عدة. أشارت أيضًا إلى امتهانها للمحاماة بعد تخرجها في كلية الحقوق، رغم التحديات المتوقعة في هذا المجال.
عندما سُئلت الأستاذة راسمة زينل عن شعورها عند مثولها أمام المحكمة للمرة الأولى في القضية الأولى، انطلقت ابتسامة وجهها، وأشارت إلى توقعها لهذا السؤال. أوضحت أنها قررت أن تظهر بثقة خالية من الرهبة، ونجحت في تقديم قضيتها ببراعة، حيث أثنى القاضي على أدائها وتنبأ لها بمستقبل واعد.
فيما يتعلق بتجربتها مع محام آخر في المحكمة الذي تجاوزه الخوف أثناء مثوله للمرة الأولى، ألقت الأستاذة زينل نظرة على تحديات البداية وأوضاع بعض المحامين الجدد.
وفيما يتعلق بسؤال حول استقبال موكليها من الرجال، أعربت الأستاذة عن إحساسها بالإحراج والارتباك في بعض الحالات، خصوصًا عندما يتبادل الرجال كلمات غير لائقة أمامها، مشيرة إلى أن تلك المواقف تحدث بشكل متكرر، وقد ذكرت حادثة محرجة قابلتها مع شيخ عشيرة تمثل فيها وقد نجحت في التعامل معها بذكاء وفازت في القضية.
عندما سُئلت عن نوع القضايا التي تتطلع للتوكل فيها، أعربت الأستاذة راسمة زينل عن رغبتها في القضايا الجزائية، حيث يتطلب التعامل معها من المحامي الجهد الفكري وظهور الشطنة في تحليل القانون. أوضحت أنها قد توكلت بالفعل في قضايا شرعية، وأكدت تفاؤلها بمستقبلها في هذا المجال.
وعندما سُئلت عن قبولها لمنصب حاكم في العراق، أكدت بقوة استعدادها ورغبتها في تحقيق العدالة وتطبيق القانون بدقة، لتكون قدوة تثبت أن المرأة قادرة على تحمل هذا المسؤولية دون التأثر بالنمطيات الاجتماعية حول القضاء النسائي.
تتناول الأستاذة قصة إحدى القضايا الغريبة التي تعاملت معها، حيث تعاملت مع حالة زواج طمعًا في ممتلكات المرأة، واستطاعت الكشف عن حقيقة الوضع بفضل مهارتها وتفاعلها مع الموقف بحذر وحساسية.
أخيرًا، تكشف الأستاذة زينل عن هواياتها في أوقات الفراغ، حيث تشتمل على مطالعة القوانين وكل ما يتعلق بالجريمة والعقوبة، مع التطبيق العملي للمفاهيم التي تقرأها في حياتها المهنية. وأضافت أنها تقوم أيضًا ببعض الأعمال المنزلية بمهارة تامة.
اشتد حماس الأستاذة عندما تم سؤالها عن الرجل والمرأة المثاليين في نظرها. وأشادت بوالدتها باعتبارها المثالية، والتي كانت مكافحة وقوية، عاشت في ظروف اقتصادية صعبة وتحملت المسؤوليات بصبر ورحابة صدر. وعندما وُجه لها السؤال عن الرجل المثالي، وصفته بالشخص الكيَّاس، الرازن، والهادئ العميق، الذي يحترم النفس البشرية ويتسم بالرصانة والعفة.
وعلى سؤالها عن الزواج الناشئ عن الحب، أكدت أنها لا تؤمن بالحب، سواء الجانب المادي أو الأفلاطوني، ولكنها تؤمن بالمشاركة الفكرية وتوافق الميول والتقارب الفكري بين الزوجين.
وختمت الأستاذة رغبتها في تقديم المساعدة للنساء المتزوجات، وتوجيههن وحل مشاكلهن للمحافظة على الحياة الزوجية. وبالرغم من كونها لم تتزوج بعد، إلا أنها اكتسبت خبرة ثرة من حياتها العملية.