الكرادة داخل والكرادة خارج وما بينهما

الكرادة داخل والكرادة خارج وما بينهما

تعتبر الكرادة الشرقية من مناطق بغداد القديمة حيث كانت تشكل احدى ضواحي بغداد في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وكانت احدى المصادر المهمة للمحاصيل الزراعية الموسمية من الخضر اضافة الى ضواحي بغداد الاخرى وسميت (الكراده) بسبب ان اكثر ساكنيها من المزارعين الذين يستخدمون (الكرد \ الجرد) في اسقاء اراضيهم..

وهو آلة حلزونية على شكل مخروط فيه تجويف تدار باليد لرفع الماء من النهر الى الاعلى.. ووصفت بالشرقية لانها تقع شرق بغداد انذاك ولكنها اليوم تنتفي عنها هذه الصفه لكونها اصبحت من اقرب الاماكن الى مركزبغداد قياسا بالمناطق الاخرى.. تنقسم الكرادة الى كرادتين. داخل وخارج والداخل وهو المحاذي لنهر دجلة على يمين الكرادة والخارج وهو القسم الواقع على يسار نهر دجلة عندما يستدير النهر في دورته من غرب بغداد الى جنوبها ثم الى شرقها وسوف نأتي على تفصيل ذلك:

الكرادة داخل

وهي المنطقة المحصورة من مدخلها في ساحة كهرمانة وتسير بمحاذاة نهر دجلة الى ما قبل فندق بابل الحالي وتحدها من جهة اليسار الكرادة خارج ومن جهة اليمين نهر دجلة وتنتهي في الجادريه وتكاد تكون هذه المناطق الثلاثة متداخلة بشكل يصعب معها الفصل والتفريق وخاصة للذي لايعرفها جيدا..

الكراده خارج

وهي التي تبدأ من ساحة الفتح (المسرح الوطني) والى تقاطع السفارة الالمانية ثم الى تقاطع المسبح والى اليمين وحتى ساحة الحرية الحالية وتحدها من جهة اليسار (عرصات الهندية) ونهر دجلة ومن الجنوب الجادرية.. وفي الشمال الشرقي منها منطقة المسبح..

الجادرية

وهي المنطقه المحصورة بين ساحة الحريه وجامعة بغداد والى اليمين من الجامعة على امتداد جزء من ضفاف نهر دجله وهي تتداخل مع الكرادتين..

جائت تسميتها بالجادرية من اسم اصحابها (ال جادر) العائلة المعروفة في بغداد والموصل وحلب وكانت من اغنى المناطق الزراعية في ضواحي بغداد وتشتهر بزراعة (اللفت,, الخس,, القرنابيط) والى فترة قريبة وفيها تقع جامعة بغداد..

لم تكن الجادرية مسكونة عدا بعض المزارعين ولكن التوسع في بغداد وموقع الجادرية المتميز وعطفة النهر جعلها مطلوبه وبوشر فيها الاعمار في منتصف الستينات وبدأت ملامحها في بداية السبعينات حيث تميزت على باقي محلات الكراده ولاتزال قبلة المسؤولين وموضع رغبتهم وهي اليوم اوفر حظا من الكرادتين اذ انها اليوم المكان الملائم لسكن معظم السياسين والمسؤولين والاغنياء وفيها مجموعه من المطاعم الجميله وتأخد مكانتها من وجود جامعة بغداد فيها ومنتزه الجامعة على نهر دجلة الذي يأمه الكثير من عوائل بغداد.

مابين الكرادتين

تتشابه الكرادتين وتختلف ببعض الامور فكلاهما مناطق سكنية مع اختلاف الساكنين فالكرادة داخل تعتبر من المناطق الشعبية وسكانها من الزراعيين والعمال وصغار التجارواصحاب المهن بينماةالكرادة خارج يكثر فيها الموظفين والاطباء والصناعيين والتجار وتكثر فيها الطائفه المسيحية والاجانب ومن الملاحظات اللافتة للنظر ان الكرادة خارج خالية من اي مسجد او حسينية في كل اماكنها عدا مسجد واحد بني في منطقة الناظمية في فتره متاخرة,, بينما تمتاز الكراده داخل بوجود المساجد والحسينيات من بداية مدخلها في منطقة ارخيته وحتى نهايتها وفيها الحسينيات المشهورة (عبد الرسول علي, ال المباركه, الحاجه سعده, الزوية)…

وفيها مرقد (السيد ادريس).. ومن اوجه المفارقات ايضا ان الكرادة خارج تفتقر الى اسواق الفواكه والخضروالقصابين والمقاهي الشعبية بينما تكثر الاسواق في الكرادة داخل ابتداء من سوق (ارخيته,, البوليسخانه) وكذلك الحال لباقي الامور..

تفتقرالكرادة داخل الى اي محل للمشروبات الكحوليه بينما تتوفر هذه الماده في العديد من الاسواق في الكراده خارج,, وكذلك لاتجد اي اسواق حديثه (سوبر ماركت) في الكراده داخل بينما الكرادة خارج عامرة باكثر من سوق حديث.. حتى شباب وصبايا الكرادتين تختلفان بشكل يلمسه الزائر وكأن الانتقال من الداخل الى الخارج مثل الانتقال الى مدينة اوربية او مدينة لبنانيه على اقل تشبيه.. ولغرض التعرف على الكرادة داخل التي تشكل الجزء الرئيسي من الكراده بشكل عام نتناول هنا مافيها من عوالم..

تبدأ الكرادة داخل من ساحة كهرمانه وتنتهي عند تقاطع فندق بابل الحالي وهي مشهورة بكثرة محلاتها واسواقها الشعبية وعيادات الاطباء والمستشفيات اضافة الى جوامعها وحسينياتها وعند الدخول من ساحة كهرمانه وعلى اليسار تشاهد مجموعة من محلات الملابس الرجالية وهي الوحيدة في بغداد بعد المنصور في نوعية الملابس وموديلاتها….

وعلى اليمين اول معلم هو (صيدلية هنودي) من اقدم الصيدليات في الكرادة ثم مستشفى القديس رفائيل (الراهبات) ويجاورها مسجد ارخيته يقابله سوق ارخيته للفواكه والخضر والقصابة وفرن صمون ثم من المعالم ايضا في ارخيته الشكرجي وهو ايضا من القدماء ومحلات رضا علوان التي لاادري اين اصبحت الان ثم مصرف الرافدين ومحطة وقود ثم مستسفى (الامام) للدكتور محمد على الامام يقابلها قليلا الى الامام (عقيل ابو الجري) والجري نوع من اسماك نهر دجله والفرات ويحلل اكله البعض ويحرمه البعض الاخر واذا اردت تناول وجبة لذيذة من هذا السمك عليك ان تبكر بالحضور قبل الظهر للحصول على وجبتك من عقيل ابو الجري,,

ثم مجمع اللوحات الفنية والحقيقة هو مجموعة معارض لفنانين وبائعين للوحات الفنية ومن هناك يبدأ السوق التجاري للكراده داخل على الجهتين من محلات للملابس وصاغه ومعارض الاجهزة الكهربائية حتى نصل الى اشهر شوارعها وهو شارع العطار الذي يكون دائم الازدحام بسبب تجول النسوة والعوائل لغرض التبضع وتواجهنا على الجانب الايمن حسينية المرحوم عبد الرسول علي (ابو سعدي) ونستمر حتى نصل الى (البوليسخانه) وهي منطقه كانت معسكرا للشرطه التركية ايام العثمانيين ويستمر بنا المسير الى مستشفى الدكتور عبد المجيد ويجاورها سوق مباركه للفواكه والخضر يقابله حسينية (ال مباركه) ومن ثم الى مصرف الزوية الذي حدثت فيه السرقه المشهوره قبل سنوات قليله ومقابله اشهر سوق للسجاد والموكيت ثم تقاطع ابو نواس ووصولا الى الجسر المعلق ونفق الجسر وتصبح الكرادة هناك عباره عن دور سكنية ومحلات حتى تقاطع فندق بابل حيث تبدأ منطقة الجادرية…

الكرادة خارج

تبدا كما ذكرنا من تقاطع ساحة الفتح (المسرح الوطني) ودخولا الى سوق رجوان على اليمين وعلى اليسار كانت ارض خالية تم بناء مصرف بغداد والمسرح الوطني وفندق برج بغداد لاحقا ثم نصل الى اسواق سلومي تقابلها على اليسار حلويات لبنان ثم تقاطع السفارة الالمانية وعلى اليمين شارع الكرادة خارج والاستمرار الى الامام يؤدي الى متفرع شارع عرصات الهندية على اليمين والى الامام وصولا الى ساحة المسبح وسنأتي عليهما بعد تفصيل شارع الكرادة خارج الذي يبدأ على اليسار مصرف الرافدين وعلى اليمين مطعم تاج محل الشهير ومن ثم السفارة السورية على اليسار وتقابلها ارض خالية فيها محطة ضخ المياه الثقيلة ثم دور سكنية على اليمين تحولت لاحقا الى محال تجارية ولم يكن فيها سوى اسواق المختار ويقابلها سوق الشيخلي وتستمر الدور السكنية يمين ويسار حتى مركز شرطة المسبح يقابله اسواق حكمت على اليسار ومقهى ابو خربانه وتجاوره اسواق (جنرال) وتستمر الى كنيسة مريم العذراءومن ثم الى تقاطع البوليسخانه مع العرصات ومن ثم الى ساحة الحرية ولايوجد غير الدور السكنية عدا مجمع الجلود (باتا) وبعد ساحة الحرية تبدأ الجادرية ولكنها اليوم تعتبر السوق الرئيسية للاجهزة الكهربائيه في العراق وفيها الكثير من الشركات..

الجادرية

لم تكن مسكونه عدا بعض المزارعين ولكن التوسع في بغداد وموقع الجادرية المتميز وعطفة النهر جعلها مطلوبة وبوشر فيها الاعمار في منتصف الستينات وبدأت ملامحها في بداية السبعينات حيث تميزت على باقي محلات الكرادة ولاتزال قبلة المسؤولين وموضع رغبتهم وهي اليوم اوفر حظا من الكرادتين اذ انها اليوم المكان الملائم لسكن معظم السياسين والمسؤولين والاغنياء وفيها مجموعة من المطاعم الجميلة وتأخد مكانتها من وجود جامعة بغداد فيها ومنتزه الجامعة على نهر دجلة الذي يأمه الكثير من عوائل بغداد.

اترك تعليقك


لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *