الشاي في التراث الشعبي

الشاي في التراث الشعبي

وفقًا للمصادر، كان الشاي غير معروف في بغداد حتى عام 1870 في أيام الوالي مدحت باشا، حيث كان أصحاب المقاهي يُقدمون القهوة والسكنجبيل واللقم لجلوس الزوار. وبعد أن انتشر الشاي بين أهل بغداد، أصبح له أهمية كبيرة، وأصبح جزءًا لا يتجزأ من ضروريات حياتهم. يتناولون الشاي في الصباح خلال وجبة الفطور، وكذلك في فترة ما بعد الظهر عندما يستيقظون من القيلولة في أيام الصيف أو التعلولة في أيام الشتاء، حيث يُقدم في “المنقلة”.

في هذا السياق، يتم تقديم الشاي في بغداد بمزيج من فحم الكراجي والقوري المحتوي على شاي معطر بالهيل، ويُرافق ذلك بالكعك والبقصم وماعون الحب والجرزات. تتبادل النسوة في الزقاق حديثهن أثناء استمتاعهن بشرب الشاي، ويطلق البغداديون عبارات مميزة تعبر عن تقديرهم للشاي، مثل “صبلي جاي من راس القوري” أو “جاي تازة” أو “جايكم فاير”، معبرين عن جودة الشاي وطعمه المميز.

في عالم الشاي في بغداد، يتنوع العرض بين الشاي الخفيف المعروف بجاي العروس أو جاي المحطة، والشاي السنكين أو الطوخ الذي يُفضل بعد تناول وجبة ثقيلة. يظهر أيضًا تأثر الشاي بالروائح، حيث يُلاحظ تأثر طعمه بالعطور والصابون. هناك تنوع في أنواع الشاي، مثل شاي قوس قزح، وشاي حامض، وشاي كجرات، وشاي دارسين، يمثلون مزيجًا متنوعًا من النكهات.

في عالم الشاي في بغداد، تتنوع أدوات هذا المشروب الشهير بين الوجاج، المهفة، القوري، الكتلي، السماور، الاستكان، الماعون، الشكردان، المصفي، والخواشيك. وفي موازاة ذلك، أغاني الشاي تضفي لمسة خاصة على تجربة شربه، مثل أغنية “خدري الجاي” التي تعكس جوانب مختلفة من تجربة الشاي في بغداد، مع تفاصيلها الشعبية والعاطفية.

اترك تعليقك


لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *