كانت المراوح المصنوعة يدوياً من الخوص تحظى بشعبية واسعة في الأيام السابقة، حيث كانت تعتبر بديلًا رخيصًا ومتاحًا محليًا، وكانت تصنع بشكل رئيسي في محلة الفناهرة خلف قهوة شكر. كان سكان هذه المحلة هم الأكثر مهارة في تصنيعها.
أما المراوح السقفية، فقد بدأت في الظهور في المحلات العامة، سواء كانت تجارية أو حكومية، بالإضافة إلى البيوت الكبيرة التي تستضيف الخدم. تلك المراوح السقفية كانت تعد بديلًا فعّالًا وملائمًا لتحسين تداول الهواء في الأماكن الكبيرة.
تتنوع المراوح الخشبية المصنوعة من الخوص حسب حجم المكان الذي يتم تهويته. يتم تشغيل المروحة من الداخل أو الخارج، حيث يمتد خيط السحب من فتحة في الجدار أو الباب. صُنعت هذه المراوح من قماش سميك يتحمل تيارات الهواء وثقل الحصى في ذيل المروحة لتعديل الموازنة. يتطلب سحب المروحة مهارات وتمرينًا لتحقيق توافق فتحة المروحة مع قاعدتها. يستخدمونها في بعض الدوائر الحكومية والمحلات، مع رشها بالماء بين الحين والآخر. توفير المياه بواسطة الاسالة الحكومية أدى إلى توجيه أنابيب المياه إلى شبابيك العاقول لتوفير رطوبة دائمة، ويتم استبدال العاقول بانتظام للتخلص من الرائحة العفنة.
كانت السراديب ومركة البامية تشكل وسيلة الباردة الرئيسية نهارًا وسطوح المنازل تلعب هذا الدور ليلاً خلال فصل الصيف. يتم رش السطح بالماء ليظل باردًا طوال الليل، ويُغطى ما تبقى من عشاء اليوم بسلال خوص كبيرة للاستمتاع به في اليوم التالي، وخاصة “مركة” البامية الباتية المحبوبة لدى العراقيين. يتم وضع الماء لتبريده في تنك طيني ليلاً وتغطيته بمواد من الخوص أو قماش خفيف لمنع دخول الحشرات. نهارًا، يعمل الحب والبواكه كوسيلة لتبريد الماء، خاصة إذا كان الحب بعيدًا عن أشعة الشمس.
أما الثلج، فكان يتاح للأغنياء فقط، حيث كان يباع بالوزن. بينما كانت فرصة الناس العاديين لتجربة الثلج تأتي في رمضان. كان بائعو الثلج يعلنون عن بضاعتهم بصوت عالٍ، ويتم حزم الثلج بالتبن لتجنب الانصهار السريع.
انتشرت صناعة المراوح اليدوية في تلك الفترة، وكانت تعمل بواسطة مجموعة من الدشليات التي تحرك ريش المروحة بسرعة. بدأ انتشار هذه المراوح في سوق الصفافير ثم انتقلت إلى البيوت، لكن مع توفر الكهرباء وظهور المراوح الكهربائية الإنجليزية الأرضية والسقفية، فإن انتشار المراوح اليدوية تلاشى.
أما بخصوص “ثلاجات الصناديق الخشبية”، فعندما أصبح استخدام الثلج شائعًا في بغداد، كان الناس يلفون قطع الثلج بالكونيات أو يغطونها بالتبن. فيما بعد، تم صناعة صناديق الثلج، وهي صناديق خشبية يبطن من الداخل بالچينكو (الصفيح المغلون)، وتُضاف كمية من نشارة الخشب الناعمة كعازل. يتم وضع حوض في داخل الصندوق، ويملأ بالماء. يوجد فتحة في المقدمة مغطاة بغطاء من الچينكو للحنفية لأخذ الماء البارد. يتم وضع قطعة الثلج فوق صندوق الماء بعد لفها بقماش أو كونية لتجنب الذوبان السريع. في الجهة الأخرى من الصندوق، يوضعون قناني الماء والميوه مثل الرقي والبطيخ والعنب.
توظيف الفحم كانت الوسيلة الرئيسية للتدفئة في المنازل، حيث استُخدمت المناقل لاحتراق فحم الكراجي، سواء كان مستوردًا من الهند أو محليًا صنع في شمال العراق. كما كان لفحم الشوك نصيبه من الاستخدام، وتم تخصيصه لسكان محلة الفحامة في الكرخ. ومع ذلك، كان فحم الكراجي هو الأكثر جودة بلونه الأسود الكبير. كما كان هناك نوع ثالث هو تراب الفحم، الذي وضع دائمًا تحت فحم الكراجي للحفاظ على الحرارة. فيما يتعلق بتدفئة الأطفال في الغرف، كان اللحاف الأحمر المصنوع من الصوف هو الوسيلة التي تجتمع تحتها العائلة، فضلاً عن الشفوف واللحف الأخرى.
استعمال الكانون (الموقد الإيراني) لم يكن شائعًا إلا بين بعض العائلات المرتبطة بالأتراك أو الإيرانيين، ولم تصل الصوبات النفطية إلى العراق إلا في منتصف العشرينات، حيث كان من بين أشهر المستوردين (حسو أخوان) و(أوروزدي باك) و(عزرا حكاك) و(محمد تقي إيراني).