اطلالة على عالم المصارف والصيرفة في العهد الملكي

اطلالة على عالم المصارف والصيرفة في العهد الملكي

عند مطلع القرن العشرين أفتتح في العراق العديد من الفروع للبنوك العالمية وكانت لبغداد حصة الاسد منها. سيما في شارع الرشيد, حيث كان تقع فيه العديد من البنوك ومنها البنك الزراعي والصناعي العراقي, وبنك الرافدين والبنك العراقي, والبنك التجاري العراقي, فضلاً عن شارع السمؤال المتفرع من شارع الرشيد, والذي جاءت تسميته تلك نسبة الى السمؤال بن عاديا وهو احد اثرياء اليهود, والذي أتسم بالحيوية والاهمية المالية والاقتصادية للبلد,

لتواجد اهم بيوتات المال والتجارة , والذي ضم العديد منالبنوك منها, البنكالعثماني والبنك الشرقي(أسترن بانك). فضلاً عن غرفة تجارة بغداد, التي تقع في شارع المستنصر (النهر). واشهر هذه البنوك هي :

البنك السلطاني العثماني:
أسس عام 1865, برأسمال قدره (10,000,000) ليرة انكليزية. موزعة على عدة أسهم كل سهم 20 ليرة, وفي عام 1910افتتح له فرع في البصرة وبغداد.

البنك الشاهاني (الايراني):
أسس عام في لندن1889, فتح فرعه الأول في بغداد عام 1928, برأسمال قدره50,000 دينار عراقي, وأبدل اسمه فيما بعد الى”البنك البريطاني للشرق الاوسط”.

البنك الشرقي(أستيرن بنك):
اسس عام 1909, في لندن اذ كان يعقوب صالح حسقيل (هاسكيل), الفتى البغدادي الذي اصبح من رجال المال المرموقين في هونغ كونغ ولندن وبروكسل, في مقدمة مؤسسي أسترن بنك(البنك الشرقي) في لندن عام 1909وافتتح له فرع في بغداد عام 1912, برأس مال قدره(150,0000) ألف دينار, وأصبح بنك الحكومة وتعهد بجميع الأعمال التي تودعها الحكومة العراقية فيه وذلك لحين تأسيس بنك الرافدين عام 1941, وعمل كوكيل للجنة العملة العراقية في لندن حتى تأسيس البنك الوطني العراقي 1947. ولجنة العملة العراقية لجنة خماسية شكلت في عام 1931تضم عضواً واحداً من كل من بنك انكلترا, والبنك الشرقي, والبنك العثماني, والبنك الشاهاني. واختيرهلتن يانك رئيساً لها وجعفر العسكري نائبا وممثلاً عن الحكومة ًالعراقية, وعهد أليها إصدار العملة العراقية وأدارتها, وكان مقرها يقع في لندن نظراً لما تتمتع به من أهمية في الجانب المالي.

البنك الزراعي و الصناعي العراقي:
أسس عام 1935 برأسمال قدره(150,000) دينار عراقي وكانت من أسباب تأسيسه أرتفاع اسعار السلع الزراعية, وتضخم القوة الشرائية, وصعوبة أستيراد أدوات الانتاج. وبدأ عمله بصورة رسمية في الثاني من حزيران 1936, وفي عام 1940 قامت الحكومة العراقية بفصله الى مصرفين هما (البنكالزراعي العراقي) و(البنك الصناعي العراقي). وكانت الاعمال الموكلة الى البنك الصناعي هي مساندته للمشاريع الصناعية. أما البنك الزراعي غايته الاساسية النهوض بالواقع الزراعي عن طريق مساندة المزارعينبإعطائهم القروض لشراء الآلات الزراعية وغيرها من الوسائل التي تساعد على تطور الانتاج الزراعي.

بنك الرافدين:
أسس عام 1941,بموجب القانون رقم 33لسنة 1941الذي ينص على ان للحكومة ان تؤسس مصرفاً تجارياً بأسم(مصرف الرافدين) يكون مركزه في بغداد ويجوز ان تفتح له عدة فروع بموافقة وزير المالية)برأسمال حكومي قدره(50,000) دينار، وباشـر أعمالــه في 19/أيار/1941وفتح له عدة فروع في الالوية العراقية وفي بعض الاقضية الاخرى, واصبح أكبر مصرف ضمن المصارف التجارية العراقية, وعد انشاء ذلك المصرف برأسمال حكومي من أول وأهم أشكال التدخل الحكومي في الصيرفة التجارية. حيث تولى مهام خزينة الدولة وصيرفتهاحتى تأسيس البنك المركزي العراقي.

البنك الوطني العراقي(البنك المركزي العراقي):
اسس عام 1947, برأس مال قدره (5,000,000) ملايين دينار ليكون مصرفاً مركزياً للعراق. وأوكلت اليه عدة واجبات منها: إصدار عملة وحفظ حسابات الحكومة ومراقبة المصارف والتحول الخارجي وانجاز معاملات القروض الحكومية وشبه الحكومية. وفي عام 1948قام مجلس ادارة المصرف الوطني بتغير اسمه الى البنك المركزي العراق.

البنك العراقي:
قدم بعض من كبار التجار العراقيين طلباً الى وزارة الاقتصاد لتأسيس شركة مساهمة عامة باسم البنك التجاري العراقي وتم تأسيسه في عام 1953, برأسمال قدره (1,000,000) مليون دينار عراقي موزع على مائة ألف سهم كل سهم عشرة دنانير. وتمت الموافقة عليه وباشر بأعماله عام 1954, وهو أول مؤسسة صيرفية وطنية برأسمال اهلي اسست في العراق.أن الموقعين على عقد التأسيس ونظام الشركة الداخلي كل من عبد الهادي الجلبي, ومحمد ناجي الأخضيري, ونوري فتاح, ومحمد جعفر الشبيبي, وسليمان فتاح, ومحمد جواد جعفر, ومحمد الدامرجي, والحاج عبد الأمير الأزري, وعبد الله لطفي, والحاج علي أغا طه, عبد العزيز البغدادي, وسيمون كربييان, وعزت الأخضيري, واسكندر أصطيفان, ونجيب عبود, وأبكارأوهانيسيان, وعبد الأمير الصراف, وعبد القادر الموصلي.

الصيرفة:
الصيرفة حرفة مشهورة في بغداد, ولهم سوق يعرف بسوق الصيارفة وكان اليهود يسطرون عليها. ففي عشرينيات القرن الماضي كان اولئك الصرافون يقفون عند مداخل الأسوق منها سوق الشورجة, ويلبسون زي متشابه يقتصر على الطربوشه والجاكيت والصايا, وفي يدهم مجموعة من النقود يتداولوها من يد الى اخرى بطريقة خاصة تحدث معها تصديات موسيقية رائعة لكي يلفت نظر الناس اليه.وتنتشر محلات الصيرفة في شارع السمؤال قبالة سوق الشورجة.ومهمة الصراف أن يستبدل النقود على أختلاف مصادرها وأنواعها, إذ كانوا يحفظون اموال التجار وينقلوها الى داخل القطر وخارجه.ومن ابرز الصيارفة في العقود الاولى من القرن الماضي أبراهيم خضوري وناوي وادوارد عبودي وشركاءه والياهو اسحيق والياهو حييم توفيق وخضوري زلخة وغيرهم.وكان للصيرفي خضوري زلخة فروع عدة في الدول المجاورة وأوربا والصين. الأمر الذي أدى بأن يكون نشاطه اكثر من نشاطات البنوك. أما في الثلاثينيات فقد سيطر سلمان زلخةعلى السوق المالية الداخلية متفوقاً على بعض البنوك, وكان يعمل طيلة فترة النهار.وبعد صدور قانون الصيرفة المرقم 61 لسنة 1938 نشرت غرفة تجارة بغداد قائمة بأسماء الصيارفة المجازين وكان من ضمنهم عزرا حيتان وشركاؤه,واسحاق الياهو توينه, وهارون لاوي,وساسون حسقيل زلخة, وشأول عزور,وأدورد يوسف عبودي, وخضوري اسحق شمعون, وسليم اسحق شمعون وغيرهم.وفي نهاية الاربعينيات وبداية الخمسينيات برز من الصيارفة كل من سلمان هرون زلخة وحسن الصراف الكاظمي والحاج عبد الله الصراف وعبد الرسول الحاج علي الصراف, وكانت محلاتهم تقع في محلة باب الاغا.من العملات التي كان يتعامل بها أولئك الصرافون ريالات ماري تريز النمساوية التي كانت رائجة في العشرينيات, مجيديات العثمانية, والليرة الذهبية بكل أنواعها, والباون الذهبي الانجليزي المسمى بـ (أبو الخيال).

اترك تعليقك


لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *