أضاءت شوارع بغداد لأول مرة في عام 1889م، خلال فترة متأخرة نسبياً من حكم الوالي العثماني عبد الرحمن. حينها، أصدر أمرًا بإنارة بعض المحلات بجوار الرصافة، وقامت بلدية بغداد بتثبيت فوانيس. في كل يوم، يعبر مستخدمو البلدية الطرق للحفاظ على هذا الإنجاز.
في عام 1908، تم استخدام سلالم خشبية لإشعال الضوء في معظم شوارع بغداد. لم تكن بغداد قد اعتادت على استخدام الكهرباء حتى أيام الوالي ناظم باشا في 1910-1911، حيث تمت أول محاولة لاستخدام الطاقة الكهربائية في تشغيل ترام بغداد – الكاظمية. نجح محمود الشابندر، أحد تجار بغداد المشهورين، في تأسيس شركة في لندن لإنشاء مشروع الطاقة الكهربائية في بغداد في عهد الوالي ناظم باشا. حصلت هذه الشركة، المعروفة باسم “الشركة العثمانية المساهمة للترامواي والتنوير والقوة الكهربائية لمدينة بغداد”، على موافقة السلطات العثمانية في عام 1914.
تم تجميد مشروع الكهرباء في بغداد بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى واحتلال بريطانيا للعراق. ارتبطت أول استخدام للكهرباء في بغداد مع الاحتلال البريطاني في 1 أكتوبر 1917، حيث نصبت مصلحة الأشغال العسكرية البريطانية أول محطة كهرباء قرب بناية القشلة. كان الهدف منها إضاءة شارع السراي وبنايات القشلة والمستشفيات، بالإضافة إلى المستشفى المركزي البريطاني في باب المعظم. تم نصب محطات كهرباء إضافية لإضاءة المستشفيات خارج باب المعظم، وقد خصصت لكل منها 220 فولت، ما يكفي لإضاءة نحو ألف مصباح تقريباً. وتم نصب محطات أخرى في الكرادة وأم العظام لإضاءة معسكرات الجيش البريطاني، وكان تجهيز الكهرباء في البداية محصورًا في المؤسسات العسكرية البريطانية ودوائر الحكومة في القشلة.
في مارس 1918، أعلنت السلطات البريطانية توزيع الكهرباء على بعض الأماكن والبيوت القريبة من السراي في بغداد. طُلب من الراغبين تقديم طلباتهم إلى بلدية بغداد، مع وضع شروط، منها:
ووضعت بلدية بغداد عام 1922 على كل عمود في شارع الرشيد مصباحاً كهربائياً وانارت قسماً من شارع النهر وكانت لهذه الماكنة المغذية الجديدة للكهرباء اثرها في قيام بلدية بغداد ، بمد النور الكهربائي من باب المعظم إلى القصر الملكي في الوزيرية ثم الاعظمية ،ثم مدت اسلاكا من جسر مود (الاحرار) إلى الصالحية في الكرخ فالكريمات والشواكة حتى وصلت إلى محطة القطار ثم إلى محلة خضر الياس ،ثم تم تنوير المنطقة المزدحمة والممتدة من جامع مرجان فسوق الشورجة فالصدرية إلى جامع الشيخ عبد القادر الكيلاني ومن الميدان إلى رأس الكنيسة ثم إلى جامع الفضل وفروعه المتشعبة.