اذا ما اردنا ان نثبت الحقيقة للتأريخ فان ثابت عبدالنور يعتبر أول من حاول تأسيس مجمع علمي إذ قام بتأسيس ” المعهد العلمي في بغداد” , وذلك في عام 1921م , حيث تألفت الهيئة التأسيسية للمعهد من خمسة عشر عضواً , وفيما يأتي أسماؤهم حسب ورودها في النظام الداخلي للمعهد : ثابت عــــــــــــــــــبدالنور .
1. علاء الدين النائب .
2. حســــــــــــــــــــــن النقيب .
3. محــــــــــــــــــمد الـــــباقر .
4. حــــــمدي الباججي .
5. إبراهــــــــــيم الواعظ .
6. صــــــــادق حبة .
7. حســــــــــــــــين فوزي .
8. محمد حسن حبة .
9. توفيق السويدي .
10. جـــــــعفر حمندي .
11. أحمد عزة الأعظمي .
12. نــــــــــــــــــــــوري فتاح .
13. محمد رضا الشبيبي .
14. فائـــق شــــــــــــاكر.
وقد تكللت جهود المخلصين بالنجاح اذ تم أفتتاح المعهد العلمي بحضور جمهرة من المفكرين والعلماء و أرباب القلم في الثلاثين من كانون الأول 1921م , وأقيم إحتفال كبير بهذه المناسبة(. وكان من بين الحضور الشاعر معروف الرصافي والقى قصيدة طويلة بعنوانط ” المعهد العلمي” جاء في مطلعها :
لعمـــــرك ان الحــــــــــــــر لا يتقيـــــــــــــد****ألا فليقل ما شاء فيَ المفنَـــــــــد
إذا انا قصدت القصيد فليس لي****به غير تبيان الحقيقة مقصـــــد
ثم جاء فيها :
ومعهد علم أسســــــته عصــــــــابـة****من القوم تسعى للنجاح وتجهد
شباب مشوا للمكرمات بعزمــــة****تقاعس عنها الكوكب المتوقـــــد
ثم أقام المعهد العلمي” سوق عكاظ ” , في بغداد ربيع عام 1922م , وهو من مآثر المعهد إذ كان يوما مشهوداً حضره الملك فيصل الأول وجمهرة من أعيان البلد وكبار شعراء العراق وكتابه والقوا قصائدهم وكلّماتهم من أجل تنشيط الحركة الفكرية في بغداد. ومن فعاليات المعهد العلمي الثقافية الأخرى اقامة حفلة تكريمية للشاعر والفيلسوف أمين الريحاني , وإتخذ من السينما الوطني محلاً لأقامة الحفلة . واقيم الاحتفال في الثامن عشر من أيلول 1922م , وأفتتح الحفلة رئيس المعهد ثابت عبدالنور , وقام عدد من الشعراء بإلقاء قصائدهم , والقى الشاعر معروف الرصافي قصيدة تضمنت كثيراً من المعاني والحقائق الناصعة لمسيرة المعهد,فأعجب الحضوروكانت الحفلة محل إعجاب أمين الريحاني , حتى أنه عقد لها وللمعهد فصلاً في كتابه ( ملوك العرب ) . وحاول رئيس المعهد العلمي أن يؤسس مجمعاً لغوياً , فدعا رجال العلم والأدب , فعقدوا إجتماعاً في الثالث والعشرين من كانون الثاني 1925م , وعرض عليهم الفكرة , فقبلوها وقرروا تأسيس مجمع لغوي يقوم بتعريب الكلّمات , وإيجاد المصطلحات العلمية وترجمة الكتب التي يحتاجها العالم العربي.
فشكلّ المعهد العلمي لجنة تضم كلّاً من , الشاعرين جميل صدقي الزهاوي , و معروف الرصافي , والاساتذة توفيق السويدي , وعبداللطيف ثنيان , وثابت عبدالنور , لتهيئة الوسائل والمنهاج المقرر تقديمه للحكومة لغرض الحصول على موافقتها.
وكان ممن وقعوا القرار الى جانب الذين فوضوا للاتصال بالحكومة وتهيئة المنهاج:
1. أحـــــــــــــــــــــــــــــمد الداوود .
2. أحمد منير القاضي .
3. أمـــــــــــــــــــــــــين معلوف .
4. ثابت عــــــبدالنور .
5. ســــــــــاطع الحُصري .
6. طـــــــــه الــــــــــــــــــــــــــراوي .
7. عبدالحسين الأزري .
8. عبدالحليم الحافاتي .
9. عــــــــــبداللطيف ثنيان .
10. رفائــــــــــــــــــــــــــــيل بطي .
11. يوســــــــــــــــف غنيمة .
12. عبدالمجيد الشاوي .
13. توفيق الســــــــــــويدي .
14. جميل صدقي الزهاوي .
وعقد المعهد إجتماعاً ثانياً وعُرض المنهاج الذي وضعته اللجنة المنتخبة في الاجتماع الأول لمشروع تأسيس ” المجمع العلمي اللغوي ” , وقُرأت مجموعة من الأجوبة التي وردت الى اللجنة من وزارات العراق كافة تحبذ المشروع , وتـعدَ بمعاونته ما أمكنها من غير أن تبين نوع تلك المعاونة .
ومن أهم النقاط الأساسية التى وردت في المنهاج هي:
1. يسمى المجمع بأسم ” المجمع العلمي اللغوي ” .
2. أن يكون العضو من أهل العلم والأدب , وممن لهم اختصاص بفرع من العلوم العصرية .
3. أن يجيد العضو إحدى اللغات الأجنبية .
4. يكون أعضاء المجمع نوعان: أعضاء عاملون , وأعضاء فخريون .
5. عدد الأعضاء العاملون تسعة , ثلاثة منهم يتفرغون للعمل فيه , ويكونون مسؤلين عن الأدارة , ولهم رواتب .
6. يستلم الأعضاء مخصصات عن كلّ اجتماع يحضرونه .
7. لا يجوز أن يجمع العضو بين عضوية المجمع ووظيفة الحكومة .
ويتم انتخاب الأعضاء العاملين في المجمع , أول مرة من لجنة معُينَة مؤلفة من أربعة عشر شخصاً نصفهم من ممثلي الوزارات , والنصف الآخر من منتخبي المؤسسة , وكلّماَ خلت عضوية , ينتخب الأعضاء الدائمون بالاشتراك مع ممثلي الوزارات من يشغل الكرسي الشاغر .
وكانت أعمال المجمع محددة , بتهيئة الوسائل المجددة لشباب اللغة العربية , كوضع مصطلحات للعلوم والآداب , وإعداد خطباء لإلقاء محاضرات علمية وأدبية وإجتماعية تلقى على الجمهور لرفع مستوى البلاد الثقافي و العلمي , وإصدار مجلة شهرية يسجل فيها أعماله ومباحثه . وأما نفقات المجمع فقد تقرر جمعها من أنصار العلم والأدب والحكومة , وإذا اشتركت الحكومة في نفقاته فيكون لها حق الاشراف عليه , مادامت تمد اليه يد المساعدة . ثم اُنتخبَت لجنة جديدة , تقوم بتهيئة الوسائل التأسيسية ومراجعة رئيس الحكومة عبدالمحسن السعدون وكذلك للحصول على المساعدات المالية , ولتعيين ممثلي الوزارات لحضور اجتماع انتخاب أعضاء المجمع , وأخيراً أُخبرَ معتمد المعهد واللجنة التأسيسية أن رئيس الوزراء عبدالمحسن السعدون تفاوض مع وزارة المعارف , وقررت إضافة مشروع المجمع العلمي اللغوي الى أعمال لجنة عليا تؤلفها الوزارة , لتنظر فيما يُرقي المعارف ويرفع مستوى التعليم , وطُلب الى المعتمد المذكور مراجعة وزارة المعارف في هذا الأمر . ولكن فكرة وجهود المعهد العلمي في تأسيس ” المجمع العلمي اللغوي “, وقفت عند هذا الحد , ولم ير المجمع النور. وللتعريف بثابت عبد النور صاحب الفكرة نذكر : أسمه الحقيقي , نيقولا عبد النور ولد في الموصل عام 1890م , وتلقى تعليمه في مدرسة الآباء الدومنيكان , والتحق بالاعدادية الملكية ثم كلّية الحقوق وأسس مع عدد من الشبان ( جمعية منتدى الأدباء 1909م ) , والتحق بالثورة العربية الكبرى عام 1916م في الحجاز , أعلن عن إسلامه عام 1922م وأبدل اسمه بأسم ثابت , وتوفي عام 1958م .