أول جسر حديدي في العراق جسر الفلوجة القديم

أول جسر حديدي في العراق جسر الفلوجة القديم

أنشأ في الفلوجة أول جسر خشبي عثماني في العراق في عام 1885م. وبعده تم إنشاء جسر خشبي عثماني في بغداد عام 1899م يربط بين الكرخ والرصافة زمن الوالي (نامق باشا) وكان يسميه البغادة (الجسر العتيق)، ثم أنشأ البريطانيون جسر آخر على الزوارق وهو المسمى بـ (جسر مود) عام 1918.

وأول جسر حديدي أنشأ في العراق: هو جسر الفلوجة في عام 1932م. أما في بغداد فإنه الى عام 1939م لم يكن فيها الا جسرين خشبيين محمولين على الزوارق هما جسر مود وجسر الاعظمية ــ كاظمية.

وأول جسر ثابت من الحديد والخرسانة في بغداد كان عام 1939 وهو جسر المأمون وكان الشارع النازل منه يصل الى منطقة (العلاوي)، والذي سمي بعد انقلاب تموز بجسر الشهداء. والجسر الثاني في بغداد كان 1940 وهو جسر الملك فيصل الاول (أنشأ مكان جسر مود)، والذي سمي بعد تموز 1958 بجسر الاحرار، والذي يمر بالصالحية ويؤدي الى ساحة المتحف. والجسر الثالث عام 1957 وهو جسر الملكة عالية والذي سمي لاحقا بجسر الجمهورية، وبعده جسر الأئمة بين الاعظمية والكاظمية، ثم في عام 1958 بدأت المملكة العراقية بإنشاء الجسر المعلق والذي اكمله النظام الجمهوري وافتتحه الزعيم الركن عبد الكريم قاسم.

جسر الفلوجة الحديدي

في عام 1923م بدأت شركة (نيرن) الانكليزية تسيير خط نقل عبر الصحراء بالسيارات من حيفا الى دمشق والى بغداد عبر جسر الفلوجة الخشبي، وبعدما ازدادت حركة مرور السيارات عليه. وكانت متانة جسر الفلوجة الخشبي لا تتحمل عبور ثقل أكثر من 5 طن، وكذلك تعرض الجسر للعطل عند فيضان الفرات..، جعلت المسؤولين في بغداد يشعرون بالحاجة الى إنشاء جسر حديدي ثابت في الفلوجة، وقدرت الكلفة التخمينية له في عام 1926م بـ 9 لُك (واللك هو عملة هندية كبيرة، حيث أن كل لك يساوي 100,000 روبية).

في عام 1927م وقعت وزارة الاشغال والمواصلات العراقية عقد مقاولة إنشاء الجسر مع شركة (السير جون جاكسون) البريطانية وبمبلغ 900,000 روبية.

ونرى على العمود الامامي للجسر تاريخ البدأ بانشاءه والذي ثبتته شركة جاكسون.

ولم يتم إكمال الجسر الا عام 1932 وذلك لحدوث اشكالات بين الشركة المنفذة والحكومة العراقية. وكان طول الجسر 273,5 متر وعرضه 3,66 متر وهو قائم على 6 دعامات كبيرة من الكونكريت المسلح.. ويتحمل الجسر عبور ناقلة زنتها 15 طن مع عدة عربات معها.. وقد عيب على الجسر إنه لم يكن عريضا بما يكفي لمرور سيارتين، بالاضافة الى أنه لم تكن هناك أرصفة لعبور المشاة، حيث كان الناس يعبرون الجسر مختلطين مع عبور السيارات. ولم يتم إنشاء الارصفة على الجانبين (للمشاة) إلا في عام 1951م.

وقد شارك عدد من أهالي الفلوجة في أعمال إنشاء الجسر، ومنهم على سبيل المثال: المرحوم السيد عبد المنعم أحمد الذويب والمرحوم السيد طاهر السيد خلف العاني..، حيث عملا مشرفين فنيين (فورمن).

في 5/4/1932 تم افتتاح جسر الفلوجة الحديدي. ولاهمية هذا الحدث فقد حضر ملك العراق فيصل الاول وحضر معه ولي العهد (غازي بن فيصل) ورئيس الوزراء (نوري السعيد باشا) ووزير الدفاع (جعفر باشا العسكري) ومحمد أمين زكي (وزير الاشغال والاسكان) والمقدم شاكر الوادي (مرافق الملك) والشيخ عجيل الياور (شيخ عشائر شمر) وعدد من اعضاء مجلسي الاعيان والنواب مع مندوبي الصحف المحلية والعربية. وكذلك وجهاء وشيوخ الفاوجة وجمهور غفير من أهل الفلوجة، وشارك في الاحتفالية كشافة مدرسة الفلوجة…

وكان أهل الفلوجة وادارتها قد هيأوا مخيم (سرادق) لاستضافة جلالة الملك والضيوف القادمين من بغداد مع الملك. وهيأ أهالي الفلوجة ولواء الدليم مراسيم استقبال شعبي ورسمي للملك وللضيوف بدأً من الحارثية والى الفلوجة، حيث اصطف فرسان عشيرة زوبع المسلحين على جانبي الطريق لتأمين الحماية للموكب الملكي بالاضافة الى رجال الشرطة، لحين وصوله السرادق الذي أقامته الفلوجة للملك، حيث تناول الحلوى والفاكهة بهذه المناسبة.

وقام الملك بقص الشريط بمقص ذهبي إيذانا بافتتاح الجسر، وقام الضيوف معه بعبور الجسر.

وكانت أول سيارة تعبر الجسر هي سيارة الوجيه الفلوجي المرحوم الحاج حمود كاظم الخزعل الراوي (وهي سيارة أمريكية نوع جيب).

وبعد مغادرة الملك، قام أهالي الفلوجة (رجالا ونساءا واطفالا) بعبور الجسر مشيا على الاقدام وهم فرحين به.

وبعدافتتاح الجسر، قامت قائمقامية قضاء الفلوجة بتأجير عبور الجسر بالالتزام، وكان أول ملتزمي الجسر هو اليهودي (حوكي سلمان غبابه)، وكان يأخذ فلسين عن كل شخص يعبر الجسر.

وكان جسر الفلوجة من أعظم جسور العراق أهمية وفائدة، وساهم في تطور الفلوجة وتوسعها.

وفي عام 1939 تم تبليط الشارع العام في الفلوجة بدأً من مدخل المدينة وحتى رأس الجسر الحديدي.

اترك تعليقك


لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *